حقيقة ما جرى في كواليس حفل هشام الجخ بقابس: الشعر والمال
هشام الجخ الشاعر قامة لا تُطاول في صوره وإيقاعه وأدائه فهو الشاعر الركحي الممثل الحكواتي دون نزاع يجعل من الأمسية عرضا فنيا يقوه على الفرجة ولكن هشام الجخ الإنسان أمرٌ آخر: لما صعد على الركح المرة الأولى تلطف مع الجمهور حد التذلل ثم استسمحهم في عتاب هو أنه سمع من اتهمه بالمادية فأكد كونه بعيدا عن هذه الصفة وأنه سيعود إلى الكواليس حتى ترجع هيأة المهرجان الأموال للناس فولَّد بلبلة مردها أنه ظهر بمظهر المتبرع بعرضه للجمهور وهو قد طبق مقولة: عليَّ وعلى أعدائي" إذ لما جادلوه في أمر مستحقاته أظهر شراسة رهيبة وتعلقا مرضيا بالمال وقد كنت متابعا له كل الأيام ورأيت منه مادية عجيبة( شاعر المليون لكن كم من مليون؟؟) ولم يصعد على الركح مرة أخرى إلا بعد أت تعهد الوالي بتسوية الوضعية. عندها رجع إلى الركح وأمتع الجمهور بقوة شعره وأدائه العجيب رغم بعض التعليقات الجانبية وهو ما يؤكد أنه بلغ درجة الحرفية المقيتة عندنا في الوطن العربي حرفية الشَّطط أي الظهور الوديع للجمهور والشرس أمام الخزينة. لكن هذا لا يجعلنا نغفل عن كون الهيأة المديرة كان أحرى بها أن تحسب لحدث باهظ الثمن كهذا ألف حساب حتى لا تقع مثل هذه التوترات.وفي اتصال هاتفي مع الشاعر هشام الجخ صباح اليوم أكد لي أنه لم يتقاض من الجمعية ولا من المنظمين للمهرجان مليما واحدا ولكن الوالي السيد عمر الشهباني قد كرمه وقدم له هدية على حد قوله ولا يُعلم على وجه التحديد ما هي هذه الهدية على أن مجرد اعتبارها هدية يخرجها من دائرة الأجر إلى درجة العلاقات الإنسانية الراقية.هذا وتبقى المسألة محل عِبرة مدارها أن مثل هذه التظاهرات لا بد أن يتوفر فيها قدر كبير من التنظيم لنخرج بها من دائرة الفوضى فشعار ما بعد 14 جانفي شعار الإتقان الذي لا مجال فيه لأخطاء بدائية.ولإعطاء كل ذي حق حقه ومن باب تقصي الحقائق اتصلت بالهيأة المنظمة أيضا فأكدت لي أنها قد أعدت شيكا بـ3000 دينار لتسلمه إياه أثناء الحفل وكانت قد أعطته 4000دينار قبله.وتبقى الحقيقة غائمة بين الروايتين ولكنها تؤكد أن مثل هذه الاضطرابات لا تليق بمشهدنا الثقافي فالذين في قلوبهم مرض يتصيدونها لينسبوا الممارسة الثقافي إلى مجال التجارة الفج الذي لا يقوم على اعتبار مكانة هذا القطاع.
أكرم معتوق
التعليقات
علِّق