حتى لا تتحول السرقات وأعمال النهب إلى نضال !

حتى لا تتحول السرقات وأعمال النهب إلى نضال !

بقلم مروان جدة

مقارنة الجرائم الليلية التي لا ينتفع منها الفقراء ، ولا يتأذى منها السادة و" الأمراء " ، بأحداث الثورة التي استهدفت أساسا معاقل الفساد والإستبداد ( مراكز القمع وشعب التجمع ) ، ولم تظهر في مجمل تحركاتها أعمال السلب والنهب ، إلا بعد هروب الرئيس الفار ، وتحصن بوليسه بالفرار ،عندما اختلط الحابل بالنابل ، الصالح بالطالح، صانعو الثورة والراكبون على" غنائمها " ، مقارنة سخيفة وحججها  ضعيفة ، قياس باطل وإسقاط خارج سياق التاريخ والجغرافيا ، يشرع للجريمة ويبررها بأعذار أقبح من ذنب سرقات " لا تسمن ولا تغني من جوع " .( إن كان أصلا دافعها الفقر والجوع ) .

حرق الشعب ومقرات التجمع ،وتخريب مراكز "الأمن والأمان " ،كان فعلا محمودا ممدوحا في وقته ، إعتبرت الدولة وتشريعاتها وشعبها ، من أقدموا عليه ثوارا وأحرارا، ومن سقط منهم فهو إما جريح للثورة أو شهيد .

وحتى لو كانت هناك منعرجات خطيرة أو أعمال حقيرة ، فقد كانت معقولة ومقبولة لدى شعب ينزل لأول مرة إلى الشوارع ، بل إننا نرى أبشع وأشنع منها في كل تحركات وإحتجاجات الشعوب الصديقة والشقيقة ، رغم أهمية المطالب والمدافعين عنها .

إستنساخ ذلك اليوم - وكل يوم - ، النزول للشوارع فقط للسلب والنهب ، تعميم الجريمة وتعويم أسبابها ، هو كلام باطل لا يراد به إلا الباطل .

التعليقات

علِّق