بعد هذا البلاغ " التعيس " لرئاسة الجمهورية : متى يفكّر قيس سعيّد في تغيير فريقه الإعلامي والاتصالي ؟
أصدرت رئاسة الجمهورية يوم أمس " بلاغا " تعلن من خلاله عن استحالة أن يتحوّل الرئيس قيس سعيّد إلى سيدي بوزيد للمشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة التونسية .
وبقطع النظر عن أسباب هذه الاستحالة فإن ما يشدّ الإهتمام مرة أخرى في بلاغات رئاسة الجمهورية ( وكذلك في بلاغات رئاسة الحكومة ومجلس نواب الشعب ) ليس الاستحالة بل الضحالة والهزال لغة ومعنى أي شكلا ومحتوى بما يؤكد مرة أخرى أن مؤسسة الرئاسة تعاني من ضعف اتصالي فادح لدى الفريق المكلّف بالإعلام والاتصال. فمن حيث اللغة نقول " نوّه فلان بشيء أو بعمل ..." أي أنه أشاد به وشكره ولا معنى إذن لبلاغ رئاسة الجمهورية الذي لا نظنّ أن المقصود منه هو الإشادة بتعذّر حضور الرئيس. ثم نحن قول نوّه بكذا أو كذا ولا نقول نوّه إلى ... أما أصل الحكاية وإضافة إلى الضعف اللغوي الفادح لأشخاص يبدو أن " ثقافتهم " فرنسية بالأساس فهو تأثّر بليد بالقنوات المشرقيّة والخليجية التي تساهم منذ سنوات في تكسير قوائم اللغة العربية وقواعدها سواء عن جهل أو عن جهالة .
من ناحية أخرى وفي المضمون خاصة ما معنى " سيدي بوزيد منطلق الانفجار الثوري غير المسبوق في التاريخ " ؟.طبعا أنا لا أناقش المضمون الذي تختلف الآراء حوله يمينا ويسارا لكن لا أعتقد أن كلمة " الانفجار " تليق بمؤسسة رئاسة الجمهورية وقد كان على المكلّفين ( ظلما أو خطأ ) بالإعلام والاتصال أن يبحثوا عن كلمة أخرى تؤدّي المعنى ولا تورّط الرئيس في لغو كلامي لا طائل من ورائه خاصة أنه يعطي خصومه ( مرة أخرى ) فرصة جديدة وسلاحا جديدا انتقاده والتشكيك في وصوله إلى الرئاسة أصلا.
لقد قلناها مرارا وتكرارا وها إننا نعيدها للمرة الألف : لقد حان الوقت ليفكّر الرئيس قيس سعيّد في استبدال عناصر فريقه الاتصالي أو استبدال بعضه وتعيين بعض الكفاءات في هذه المركز الحساس بمؤسسة الرئاسة. ولا أعتقد أن هذه البلاد قد خلت من الكفاءات القادرة على القيام بهذه المهمّة على أفضل وجه عسى أن يعفي الرئيس نفسه من النقد الذي لا لزوم له في النهاية.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق