بعد زيارة وجدى غنيم العلمانيون يكفرون بالديمقراطية
حالة من الهلع و الهيجان و ربما الهستيريا أصابت أبرز منظري الديمقراطية الزائفة و المنتمين للتيار العلماني منذ قدوم الداعية الإسلامي وجدى غنيم الذي على عكس ما يروجون له و تروج لهبعض وسائل الإعلام وجد استقبالا حارا و حافلا أينما ذهب و لم يجدوا لمحاولة إثارة البلبلة و التخويف مما يقولون إنه المد السلفى و الوهابي سوى مقطع صوتى من مناظرة للشيخ تحدث فيها عن ختان النساء في مصر فحرفوا ما ورد فيه و صوروا الشيخ على أنه يقر بوجوب الختان للنساء و يدعو الى فرضه في تونس رغم أن المعنى الصريح و الواضح لكلامه مخالف لذلك تماما . الشيخ قال إن ختان النساء مكرمة أي أمر مستحب خاصة عندما يتعلق الأمر بتجميل تشوه و ليس واجبا كما هو الحال بالنسبة للذكور زد على على ذلك أنه لم يتحدث عن هذه المسألة في تونس ولم يكن المقصود منها نساء تونس فالمتعارف هو أن هذه العادة موجودة أساسا في مصر والسودان ربما بحكم الموروث الفرعونى . لقد حصل للرافضين لزيارة وجدى غنيم خلط واضح أو بالأحرى جهل فاضح بالمصطلحات فكيف لنا أن ننتظر من الذى يجهل معنى كلمة سافرة أن يعرف معنى كلمة مكرمة فهؤلاء الذين تعالت أصواتهم يوم تحدث المنصف المرزوقي عن السافرات تتعالى أصواتهم اليوم و المؤلم في الأمر أن حتى الأقلية منهم التى تدرك جيدا المقاصد و المعانى تنتهج سياسة المغالطة و البهتان و تساهم في نشر الفتنة و تعمل على تأزيم الأوضاع . لسنا هنا ندافع عن الشيخ فهو الأقدر على ذلك فسيرته الذاتية فقط قد يعجز كثيرون من الذين يشتمونه عن قراءتها نظرا لطولها وثرائها و بالإضافة إلى ذلك لقد تحدى الشيخ جميع من لم يرحب به أو أبرزهم أن يواجهوه في مناظرة تلفزيونية تبث مباشرة و هو يعرف كما نعرف نحن أنهم لن يتجرؤوا على ذلك فهم أعجز من أن يقارعوا الحجة بالحجة و أن يقبلوا الرأي المخالف و أن يحاولوا إثبات صحة مواقفهم . ما استطاعوا القيام به هو من جهة محاولات فاشلة لتعكير أجواء المحاضرات الى ألقاها الشيخ و أيضا ازعاج واستفزاز آلاف المقبلين علىها و تعنيف بعضهم لفظيا و ماديا كما حصل في المهدية بطعن شاب 6 طعنات الخطأ الوحيد الذي ارتكبه هو أنه حضر في محاضرة لوجدى غنيم . من جهة أخرى خرجت علينا احدى رموز التيار العلمانى بشرى بلحاج حميدة بعد سبات دام أسابيع بنفس الحماسة التى ظهرت عليها يوم 13 جانفى وهي تنوه بخطاب بن علي الذي وصفته بالتاريخي بعد تقديمها قضية ضد الجمعيات التى استضافت وجدى غنيم زاعمة أن آلاف التونسيين طلبوا ذلك . ما هو واضح أن التيار العلمانى أو جزء منه الذي ينظر لديمقراطية زائفة لا يزال يراهن على تقسيم المجتمع و الإستقطاب الثنائي و بدأ يتضح أنهم من جهة ينادون بالديمقراطية و من جهة أخرى يكفرون بها من خلال ممارساتهم الرافضة للآخر و التى تعمل على إقصائه بطرق شتى و لا نقول لهم سوى واصلوا في سياستكم هذه فطريق الفشل معبّد أمامكم .
حسان لوكيل
التعليقات
علِّق