بعد التصريحات " المطمئنة " لمسؤولينا : منظمة الصحة العالمية تقول إن انخفاض الإصابات في تونس سببه انخفاض عدد التحاليل
منذ بضعة أيام بدأنا نسمع العديد من التصريحات الرسمية اليوميّة التي تقول إن الإحصاءات تراجعت في كل ما يتعلّق بفيروس كورونا في تونس ( إصابات - حالات وفاة ) . وفي نوع من زلّات اللسان قال أحدهم منذ يومين إن الفيروس " سيرحل " نهائيا مع نهاية شهر مارس المقبل بما فتح من جديد أبواب التأويلات القديمة التي يقول بعضها إن هذا الوباء " تتحكّم فيه جهات معلومة بواسطة أزرار ... وسوف تنهيه وقتما ترى أن أهدافها الخفية قد تحققت.
وفي الحقيقة وعوض أن نشعر بأي نوع من الراحة من خلال تصريحات مسؤولينا فقد شعرنا بنوع كبير من القلق والشكوك خاصة بعد الحديث الذي أدلى به ممثل المنظمة العالمية للصحة في تونس " إيف سوتيران " لوكالة تونس إفريقيا للأنباء الذي أوضح أن انخفاض عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في تونس يعود بالأساس إلى انخفاض عدد التحاليل التي يتم إجراؤها يوميا.
وأضاف " سوتيران " أن تونس لا تزال في مرحلة وبائية مرتفعة و أن عدد التحاليل انخفض من 10 آلاف مع نهاية جانفي الماضي إلى حدود 4 آلاف تحليل يوميا وهو ما أدى بالضرورة إلى انخفاض عدد الحالات المكتشفة.
وأوضح المسؤول الأممي أن التقليص من عدد التحاليل المنجزة لا يساعد على الوقوف بدقة على الوضعية الوبائية وأن عدد الحالات المكتشفة سيكون أقل من الواقع منبّها في هذا السياق إلى "ضرورة اليقظة والانتباه والالتزام بتطبيق البروتكولات الصحية في مختلف القطاعات وتفادي التجمعات".
وبيّن " سوتيران " أن تونس عرفت موجة أولى من الوباء خلال الربيع الماضي تجاوزتها بكل جدارة ثم عرفت فترة جوفاء على مستوى العدوى (دون تسجيل وفيات) مع بداية الصيف ولكن مع إعادة فتح الحدود استقبلت عديد الحالات الوافدة التي نقلت العدوى في المحيط القريب ثم تطورت في مرحلة أخرى إلى عدوى مجتمعية بلغت ذرتها خلال شهر أكتوبر الماضي.
و شهدت الحالة الوبائية حسب قوله فترة جوفاء ثانية خلال شهر ديسمبر الماضي ثم عودة قوية لانتشار للفيروس مع نهاية سنة 2020 مع ارتفاع في عدد الوفيات وكذلك في نسبة الحالات الايجابية المسجلة التي بلغت 40 بالمائة في ذلك الوقت.
التعليقات
علِّق