بأي حقّ يناقش وزير الشؤون الاجتماعية " مشاكل الإعلام " مع صحافية لا تمثّل الإعلام ؟؟؟

بأي حقّ يناقش وزير الشؤون الاجتماعية " مشاكل الإعلام " مع صحافية لا تمثّل الإعلام ؟؟؟

تناقلت وسائل إعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس خبر  استقبال وزير الشؤون الإجتماعية مالك الزاهي للصحفية فاطمة الكراي و قيل لنا إن الحديث دار بينهما عن ملف الإعلام الذي توليه الحكومة الأهمية البالغة. وعن مشاكل الإعلام والإعلاميين والحلول التي يجب إيجادها لهذا القطاع الذي نعرف جميعا أنه يمرّ بصعوبات لا مثيل لها في تاريخ تونس كلّه ( أنظر ما جاء على الصفحة  الرسميّة لوزارة الشؤون الاجتماعية ).

ويبدو أن  الأمور اختلطت في هذه البلاد فلم يعد الواحد منّا يفهم شيئا ممّا يدور حوله . وعلى هذا الأساس أثار هذا الموضوع حفيظة العديد من أهل القطاع الذين لم يستسيغوا هذه " الحركة " ولم يفهموا المغزى أو الرسالة التي يمكن أن تكون وراءها. ومن هنا أيضا جاء الاستغراب والتساؤلات:

 - إن  وزير الشؤون الاجتماعية  رغم أنه الوزير الأقوى في الحكومة بحكم  قربه من الرئيس قيس سعيد ليس مؤهّلا  أو مكلّفا بالحديث  عن  ملف الإعلام باعتباره ليس من اختصاصاته ولا يمكن أن يفيد  بأي شيء إلّا في جوانب معدودة بعد موافقة الحكومة وهي المطالب الاجتماعية للصحافيين والعاملين في القطاع عموما.

 - إن  السيدة فاطمة الكراي  لا تمثل القطاع  وبالتالي ليس من حقّها أن  تتحدث باسمه. فهي لا تنتمي لأية  نقابة  من النقابات الموجودة في القطاع ولا لأيّة  جمعية مهنية قد تكون من مهامّها مناقشة أوضاع القطاع إلى جانب الهياكل الرسمية الموجودة.  والسيدة فاطمة الكرّاي وبحكم ما يعرفه أغلب الزملاء عن " ماضيها المجيد " في الميدان إذ  هي  من الصحافيين الذين كانوا أبواقا لنظام بن علي في  عهد الدكتاتورية وكانت كذلك بوقا للباجي قائد السبسي ومنظومته ... وكانت باختصار تؤمن كثيرا بأن " الدنيا مع الواقف " ولم تدّخر جهدا في هذا المجال فهي آخر من يملك حقّ التحدّث باسم الصحافيين والعاملين في القطاع عموما... دون الدخول في تفاصيل أخرى قد تحرج حتى  الوزير نفسه وتطرح نقاط استفهام حوله وحول سياسة الدولة والحكومة في تعاملهما مع الإعلام.

- لقد كان على الحكومة ( لو كانت جادّة في معالجة مشاكل القطاع ) أن تعيّن مكلّفا خاصا يتولّى الحديث والتفاوض في كل ما يخص القطاع ليس مع فاطمة الكرّاي أو أي شخص لا يمثّل المهنيين بل مع هياكل المهنة وهي معروفة ونذكر منها نقابة الصحافيين التونسيين ونقابة الثقافة والإعلام التابعة لاتحاد الشغل و الجامعة التونسية لمديري الصحف.

- لو أن استقبال الوزير للسيدة فاطمة الكراي كان بصفتها الشخصيّة  وفي مسائل شخصية ما كان أحد يعترض أو يناقش ما يمكن أن يدور بينهما من حديث . لكن أن تنشر الوزارة بيانا رسميّا بهذا المحتوى فذلك إيحاء بأنها كانت  خلال تلك الزيارة في مهمّة رسمية تمثّل من خلالها كافة الصحافيين والعاملين في القطاع والحال أنها لا تمثّل إلا نفسها وأن الوزير ليس له أيضا أيّة مصداقية إذا كان يرى أنها تمثّل القطاع ويتفاوض معها على هذا الأساس.

- إن قطاع الإعلام يعاني من " أمراض الدنيا السبعة "  وهو لبس في حاجة إلى أمراض إضافية أخرى . وعلى هذا الأساس نرجو من الحكومة أن تكون أكثر جديّة في  المستقبل وأن تساهم من جانبها في حلّ مشاكله وليس أن تزيد من حدّة هذه المشاكل بمثل هذه التصرّفات .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق