الممثلة التونسية "هناء شعشوع" ... في الخارج فوق الأعناق ، وفي تونس "بالأكتاف" !

الممثلة التونسية "هناء شعشوع" ... في الخارج فوق الأعناق ، وفي تونس "بالأكتاف" !

 



بقلم : نور الهدى الزاير

ونحن نخطّ هذه الأسطر في زمن الرداءة  والنشاز الثقافي وكبت الكفاءات والمبدعين ، لم تكن غايتنا أن ننفخ في كير اليأس والانبطاح الذي يعيشه الواقع الثقافي في تونس ، فالنظرة المتفحصة المتأنية تلحظ أن رياح التمملل واليقظة تذب رويد رويدا في هذا الجسم المثخن بالجراح، جراح ضاربة منذ  سنوات ومنذ وفاة الكبار وأفول نجم المبدعين وأساتذة المسرح  وظهور الأقزام .
ليست الغاية ذلك، فحركة التاريخ وسنة الله ماضية، لن تجد لها تبديلا، ولن تجد لها تغييرا لأن الله سبحانه وتعالى قال :" فأما الزبد فيذهب جفاء , وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " ..
نكتب هذه الكلمات لأننا على يقين بأن " مريم " الدباغ  وبن مولاهم وأخواتهنّ سيلفظهم التاريخ وسيكون مآلهم غياهب النسيان ولن يبقى في  الارشيف سوى مقالات عن فساتينهنّ أو تسريحاتهنّ أو غيرها من الرداءة ...
نقول هذا ونحن على أعتاب الدورة 20 لأيام   قرطاج المسرحية التي ستنطلق يوم 8 ديسمبر الجاري  بعد أن نالت الممثلة التونسية والمبدعة وأستاذة المسرح "هناء شعشوع" مؤخرا جائزة احسن ممثلة عن دورها بمسرحية “العذراء والموت” بعد مشاركتها في فعاليات النسخة السادسة لمهرجان الرواد الدولي للمسرح الذي نظمته جمعية الرواد بخريبقة في المغرب من 21 الى 24 نوفمبر  تحت شعار"نمشيو نتفرجو فالمسرح".
والجدير بالذكر أن هذا التتويج لم يكن الأول في حساب هذه الممثلة الشابة التي بجدارتها وإيمانها ورسالتها وقدرتها اللا محدودة على العطاء الفني تمكنت من أن تشرف بلادها خارج الوطن في أكثر من مناسبة، وهي اليوم تمشي بخطى ثابتة وعزيمة لا تلين وقد سبق لها ان فازت ب4 جوائز بدورها كأحسن ممثلة:
سنة 2014 في الاسكندرية وسنة 2015 في الأردن  وسنة 2017 في الأردن وأخيرا سنة 2018 في المغرب .

والغريب في الأمر أن هذه المبدعة " سمراء الركح " التي ترفع على الاعناق خارج تونس لن تكون حاضرة في المنافسة  خلال أيام قرطاج المسرحية بسبب القوانين البالية التي تمنع المشاركة بنفس العرض المسرحي في دورتين متتاليتين ، رغم أن شعشوع ستشارك بعرض تحت عنوان " أحيانا " وهو مصنّف خارج المسابقة أي لا يحقّ لها الصعود على " البوديوم " .
فمتى ستتوج كفاءاتها في تونس على غرار هناء شعشوع  ويردّ لها الاعتبار ، أم أن المشهد الاعلامي والثقافي سيبقى حبيس الرداءة بين سيقان الدباغ  وصفر وبن مولاهم وأخواتهن ؟

التعليقات

علِّق