الغدر والإجرام في زمن الكورونا

الغدر والإجرام في زمن الكورونا

بقلم : لطفي حجّي

إذا كان الأديب الكولومبي العالمي الحائز على جائزة نوبل للآداب غابريال غارسيا ماركيز كتب روايته ذائعة الصيت " الحب في زمن الكوليرا" فيحق لنا نحن أن نكتب عن " الغدر في زمن الكورونا".
فما قام به بطل الرواية من إعلان وهمي بوجود وباء الكوليرا على متن السفينة التي كان يركبه صحبة حبيبته القديمة كان بغاية الحب أي بغاية إنسانية نبيلة ليحقق حلمة وهو في السبعينات من عمره ، الحلم الذي حيا من اجله طول حياته عندما عجز عن تحقيقه في شبابه.
إذا كان ذلك حال الشيخ السبعيني بطل الرواية العالمية التي كتبت في ثمانينيات القرن الماضي وترجمت لعشرات اللغات وحولت إلى فلم لاقى إقبالا منقطع النظير، فإن ما قام به ذاك الشيخ التسعيني( 83 سنة) المصاب بفيروس كورونا من مدينة بنزرت لا يمكن أن يصنف إلا في خانة الغدر والإجرام.
لقد فر من المصحة الخاصة بتخطيط وتنفيذ من ابنته ليسافر إلى مدينة سترازبورغ الفرنسية حيث يقيم بصفة دائمة، غير مبال بما قد ينجر عن فعله الشنيع من مخاطر على حياة الناس وأرواحهم طوال رحلته.
إن ما قام به ليس فعلا فرديا مجردا بل يعكس حالة ثقافية متفشية قوامها اللامبالاة والغدر والتشفي.
لا مبالاة منه ومن كل من ساعده على الفرار ،،،
وغدر متعمد منه فكأنه أراد وهو البالغ مرحلة متقدمة من السن أن ينقل العدوى إلى غيره عن سابق إضمار،،،
وتشف من الأسوياء حتى لا يبقى وحده المريض
نعم هي ثقافة عامة منتشرة لدى فئات معينة لذلك نرى كثيرا ممن يخضعون للحجر الصحي يرفضون ذلك ويتعمدون التمرد على التعليمات الصحية غير عابئين بما قد ينجر عن تصرفهم الأرعن.
وإذا كانت الثقافة تحتاج إلى زمن طويل لتتغير - هذا إن تغيرت أصلا- فأحسن ما تقوم به السلطات هو الحجر الصحي بقوة القانون لكل من يرفض ذلك، لأن تعمد إصابة الغير هو إجرام، ومقاومة الإجرام تكون بالقانون وبالقوة العامة لا غير.

التعليقات

علِّق