الإعلامي لطفي حجّي يتعرّض إلى حملة تشويه شرسة : متى نرى عقوبات قاسية لصفحات " الفايسبوك " المأجورة ؟

الإعلامي  لطفي حجّي يتعرّض إلى حملة تشويه شرسة : متى نرى عقوبات قاسية لصفحات " الفايسبوك " المأجورة ؟

 

جرت العادة أن تحترم الدّول كفاءاتها في مختلف المجالات فلا تقاس قيمة المجتمعات ومكانتها بوفرة عدد سكانها أو كثافتها السكانية ... فليست الأمة الأكثر عددًا هي الأرقى والأفضل بل قد تكون الكثرة الكمية عمالا سلبيّا يستنزف الموارد ويعوق الحركة. ولهذا فإننا نجد الدول الأقل عددا من حيث سكانها الأكثر احتراما للكفاءات وتحتلّ ترتيبا متقدّما في ترتيب الدول المتطورة على غرار البلدان الإسكندنافية .

إن الكفاءات هي ثروة المجتمعات ، وعندما تنمو في بلدان تحترم شعوبها يتم تكريمها واحترامها ... لكن في تونس فإن الوضع مختلف حيث استفحلت ظاهرة التشويه والتقزيم والتطاول على المبدعين والناجحين في مجالاتهم منذ 14 جانفي 2011 . ولعلّ ما يتعرّض له الإعلامي ومدير مكتب الجزيرة بتونس لطفي حجّي من تشويه وقذف عبر شبكات التواصل الإجتماعي يؤكد مرّة أخرى ضرورة وضع قانون رادع في أسرع وقت لتجريم الجرائم الإلكترونية وردع المارقين عن القانون .

وفي هذا الإطار خرج علينا مؤخرا أحد أزلام نظام بن علي وهو أستاذ سابق في علوم الإتصال من تحت سابع أرض لينفض الرماد عن صورته وماضيه البشع و يخصص صفحته على " فايسبوك " للتحريض على الإعلامي لطفي حجّي وتشويهه رغم أن الفرق بينه وبين حجّي من حيث الكفاءة والمبادئ والحرفية والمهنية كالفرق بين قطار برلين وسيارات النقل الجماعي في تونس.

ليس هذا المقال انتصارا لمدير مكتب الجزيرة بتونس أو رميا للورود أو دفاعا عنه لأنه قادر على الدفاع عن نفسه بما فيه الكفاية ... فالجميع يعرف خصال الإعلامي لطفي حجي وأخلاقه .. كما أن كل الصحافيين في تونس يُشيدون بكفاءته حتى أولائك الذين يختلفون مع الخط التحريري لقناة الجزيرة أو لا يحبّونها ....وحتى أولئك الذين يختلفون مع لطفي حجّي في توجهاته الفكرية أو مواقفه من بعض القضايا الوطنية ، فهم يحترمونه ويحترمون ما يكتبه لأنه جدير بالاحترام ويفرض الاحترام على كل من عرفه من قريب ...

ولعلّ العديد من الصحافيين ( من جيله على وجه الخصوص ) يعرفون أو ما زالوا يتذكّرون أن للطفي حجي نضالات في عهد الرئيس بن علي وأنه كان ناشطا حقوقيا شرسا خاض عديد النضالات لعلّ أهمها إضراب الجوع رفقة مناضلين آخرين على غرار حمة الهمامي ونجيب الشابي والمرحوم مختار اليحياوي وسمير ديلو خاصة خلال استقبال بن علي لرئيس الوزراء الصهيوني المقبور أرييل شارون بتونس سنة 2005 ... في تلك الفترة كان " الزلم المقصود " يقتات الفُتات من موائد العهد البائد ويُطبّل للنظام ويبرّر استقبال المجرم أرييل شارون .

وللطفي حجّي أيضا مواقف مشرّفة في نقابة الصحافيين حيث قاوم الإنقلاب الذي قاده كمال بن يونس على النقيبة نجيبة الحمروني سنة 2009 وكان في الصفوف الأمامية ... فضلا عن مواقف ومقالات عديدة كان يكتبها في مجلّة " حقائق " وكانت تحرج السلطة إلى جانب مقالات أخرى لزملاء آخرين عاصروا لطفي حجي وتابعوا عن قرب ما كان يلقاه من نظام بن علي من مضايقات.

ولمّا اندلعت شرارة الاحتجاجات في سيدي بوزيد والرقاب والقصرين في ديسمبر 2010 كانت عدسات لطفي حجي منتشرة في ربوع الوطن ... تنقل الصورة وجرائم بن علي ونظامه ودماء الشهداء حين كانت بعض الفضائيات تنقل الزغاريد والمسيرات المناصرة للسلطة.

وهنا لابدّ من تذكير كل من يتّهم لطفي حجّي بأنه " خوانجي " أو أنه ينتمي إلى أي تيار إسلامي بأنه أصدر عديد المؤلفات التي انتقدت الجماعات الإسلامية وخاصة في كتاب : " إسلام السلطة و إسلام الجماعة محنة أمة ..." وأن له كتابا شهيرا عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة يُعدد مناقبه عنوانه : " بورقيبة والإسلام : الزعامة والإمامة" .. .

وحتى نختم هذه السطور نقول إن موجة التشويه والتهجّم الذي يرتقي إلى درجات الشتم والثلب تأتي غالبا من أشخاص يعرف الجميع أن ماضيهم أسود ... وأكثر سوادا من الغربان ... وقد كان أولى وأحرى بهؤلاء أن يكنسوا أمام ديارهم قبل أن يرموا بسهامهم " الذليلة " الضالعة في " فنون " التمسّح على الأعتاب والتملّق وضرب " البندير" أشخاصا نعرف جميعا أنهم أرقى منهم فكرا وخلقا وكفاءة وعدة أشياء أخرى لا فائدة في ذكرها.

وللإشارة فإن نقيب الصحافيين مهدي الجلاصي عبّر عن تضامنه مع لطفي حجي على غرار ما عبّر عنه العديد من الصحافيين والحقوقيين في تونس .

شكري الشيحي

التعليقات

علِّق