عملت كل القوى الفاعلة بالجهة طوال السنوات الفارطة على جعل قابس قطبا جامعيا  يكفل الحد من الصعوبات التي كانت  تقف حاجزا أمام إشعاع عديد الطاقات العلمية التي فرض عليها لسنوات عديدة التوجه لجامعات تونس وصفاقس مع ما يحمل ذلك من إهدار لفرص تفوق أبناء الجهة في  جميع الإختصاصات جراء سياسات غريبة همشت فرص التكافؤ بين مختلف أبناء الوطن .

هذا التوجه باركه كل متساكني الجنوب الذين أصبحوا يفتخرون اليوم بقيمة جامعاتهم المنتصبة بمختلف الولايات الراجعة بالنظر لجامعة قابس  وهي 11 بولاية قابس و3 بولاية مدنين وجامعة بتطاوين .

وللمحافظة على هذا النجاح فقد عملت كافة المؤسسات الجامعية على الإستعداد الجيد لضمان عودة جامعية موفقة خاصة مع تنامي عدد الطلبة الموجهين إلى المؤسسات الجامعية المذكورة سلفا والتي بلغ عدد في هذه السنة 5946 طالبا ليبلغ العدد الجملي للطلبة في 15 مؤسسة قرابة 23866 طالبا .

أمام تنامي هذا العدد الذي يؤكد الإشعاع  والنجاح السريع للمؤسسة فقد عرفت السنة الجامعية الجديدة عديد الإحداثات على مستوى الماجستير ليصبح  49 إجازة  تتفرع إلى عديد المسالك في الوقت الذي بلغ عدد الشهادات في الماجستير 32  تدعمت هذه السنة ببعث 5 إجازات جديدة بين إجازات أساسية ( الإقتصاد _ اللغة والآداب _ علوم المياه _ الإلكترونيك والكهروتقنية والآلية )  وتطبيقية ( الهندسة الميكانيكية _ الإلكتروميكانيك ) .

وحتى ترتقي الجامعة إلى مجابهة تحديات المرحلة علميا وفي إطار دعم التكوين وتنويعه  فقد تم تأهيل عدد من المؤسسات التابعة للجامعة لإسناد شهادة ماجستير جديدة  من خلال إحداث شهادة ماجستير بحث وشهادة ماجستير مهني إظافة لشهادة ماجستير مهني ذات بناء مشترك .

وتماشيا مع قيمة البحث العلمي  وتاثيره المباشر على مردودية المسار الوطني فقد تدعمت هذه المنظومة  بتركيز مخبر بحث بالمدرسة الوطنية للمهندسين و4 وحدات بحث أخرى بكلية العلوم بقابس  لتكون منطلق خلق وإبداع لمختلف الطاقات  المتواجدة  بالجهة .

ورغبة في توفير كل ظروف النجاح فقد كان من البديهي أن تكون جامعة قابس إحدى بوابات الحلول لفتح سوق شغل لمختلف الكفاءات المتواجدة بوطننا العزيز فتم الاتفاق بين مختلف الجهات المعنية على فتح 530 خطة انتداب  لمزيد تركيز قاعدة التكوين في أحسن الظروف  والعمل على تحسين آليات العمل دون التغافل عن الهنات والمشاكل التي تعترض بعض المدرسين والطلبة  لذلك عملت جامعة قابس على تذليل البعض منها فتم في هذا الإطار الموافقة على 51 مطلب نقل و87 مطلب إدماج  و160 مطلب دراسة بالنسبة للمستوفين حقهم في المراحل التحضيرية  مع 68 مطلب تسجيل رابع  .

ويبق التحدي كبيرا لمختلف مكونات المشهد في هذه المرحلة  للمضي  في طريق  النجاح  حتى تعود لجامعاتنا المكانة الحقيقة التي كانت عليها والتي بوأت الشهائد والطاقات التونسية  المكانة العالمية التي حازت عليها لسنوات عدة .

أكرم معتوق