الحرب الباردة الجزائرية المغربية.. قد تصبح ساخنة.. هذا ما حدث!!

الحرب الباردة الجزائرية المغربية.. قد تصبح ساخنة.. هذا ما حدث!!

لا شك أن العقبة الأولى في تفعيل دور اتحاد المغرب العربي واعاقته من جلب الرفاه لمواطنيه هو التوتر التاريخي بين الجزائر و المغرب و الذي انطلق منذ 1516 حينما باتت الجزائر ولاية عثمانية، وقد نشب صراع بين العثمانيين والدولة السعدية في المغرب حول منطقة المغرب الأوسط (الجزائر حالياً) وتركز النزاع حول تلمسان.ومنذ ذلك الحين لايكاد يمرّ عام دون تسجيل توتّر بين البلدين. وفي العصر الحديث وبعد نيل البلدين استقلالهما بدأ الصراع أكثر وضوحا و تسارعا .وقد بلغ مداه في 24 أوت 2021 حينما أقدمت الجزائر على قطع علاقاتها مع المغرب. بسبب اقدام سلاح الجو المغربي على قتل ثلاثة من الجزائريين في قصف "بسلاح متطور"، قالت الجزائر إنه وقع في المنطقة الحدودية بين موريتانيا و الصحراء الغربية المتنازع عليها وتوعدت أن الأمر "لن يمر دون عقاب".

تلا ذلك اعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مروراً بالمغرب. أمّا السبب الرئيسي الذي أوصل العلاقات بين الجارين الشقيقين الى نقطة اللاعودة هوليس قضية الصحراء الغربية و التي تعايشا معها البلدان لعشرات السنوات و كانا قاب قوسين أو أدنى من ايجاد تسوية مرضية للطرفين انمّا اقدام الرباط على التطبيع الكامل مع اسرائيل أواخر العام 2020، في إطار اتفاق ثلاثي اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) المدعومة من الجزائر.و هو ما اعتبرته الأخيرة استفزازا لها و تهديدا لأمنها القومي. الوقائع على الأرض تؤكّد التخوّفات الجزائرية رغم التطمينات المغربية .فقد أعلنت نهاية الأسبوع الفارط شركة “إلبيت” الإسرائيلية، المتخصصة في الصناعات العسكرية، إتمام صفقة بقيمة 70 مليون دولار لتزويد الجيش المغربي بأنظمة حرب إلكترونية واستخباراتية، وهي أنظمة “Alinet” للحرب الإلكترونية (EW) واستخبارات الإشارة (SIGINT). وتبلغ مدة العقد عامين ونصف العام، وبموجبه ستزود الشركة الإسرائيلية الجيش المغربي وحدات “EW” الأرضية وذكاء الإشارة (SIGINT) مزودة بتدابير الدعم الإلكترونية والمضادة، بالإضافة إلى أنظمة القيادة والتحكم، وفق ما نقلت صحيفة “هسبريس” المغربية عن بيان للشركة الإسرائيلية.

وأكدت “إلبيت” إلى أنها “ستنتج هذه الوحدات صورة أرضية وجوية سلبية شاملة وتوفر نظامًا إلكترونيًا للمعركة، مما يتيح الاستجابات الفعالة للتهديدات الجوية والبرية”. كما ستقوم الشركة كجزء من العقد، بتزويد وحدات “EW” و”SIGINT” الأرضية المجهزة بوسائل دعم إلكترونية، وإجراءات مضادة إلكترونية وأنظمة قيادة وتحكم، حيث تركز الشركة الإسرائيلية المتخصصة في الصناعات الجوية والفضائية عملها في إنتاج الأنظمة الجوية للاستخدام العسكري والمدني، وتطوير مشاريع استثمارية في قطاع صناعة الطيران في المغرب. وتأتي هذه الصفقة الضخمة بعدما، حصل المغرب على 150 طائرة بدون طيار من شركة إسرائيلية متخصصة لخدمة أهداف التجسس والاستطلاع.في شهر أكتوبر الماضي. هذا التعاون العسكري ينظر اليه في الجزائر و عدد من دول المغرب العربي بقلق كبير فضلا عن الرفض الشعبي الكبير لزرع التكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية في الاراضي المغاربية فضلا عن المنتجات الغذائية و غيرها. وقد تتحوّل الحرب الباردة بين البلدين الى ساخنة في كل لحظة .

بقلم :د.ريم بالخذيري

التعليقات

علِّق