التحركات الأخيرة ضد قيس سعيّد : انتقادات بريئة أو " تشليك " لرئاسة الجمهورية ؟

التحركات الأخيرة ضد قيس سعيّد : انتقادات بريئة أو " تشليك " لرئاسة الجمهورية ؟

في الأنظمة الديمقراطية ، تختفي كل مظاهر التقديس و " التأليه " للرئيس أو الحزب الحاكم ويصبح النقد لقرارات وتصرفات " الرئيس " ركنا أساسيا في المشهد السياسي بل وضرورة ملحة . غير أن هناك فرقا شاسعا بين النقد و" التشليك " أو الاستهداف و " التنبير " وتصفية حسابات سياسية ، وهذا ما رصدناه منذ ليلة أمس مع رئيس الجمهورية قيس سعيد عندما نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية صورا له وهو يشرف على تجميع التبرعات والمساعدات بثكنة الحرس الوطني بالعوينة . الصورة قد تبدو عادية لمن لا يبطنون العداوة أو " الحقد " الدفين لسعيّد ، بل قد تبدو محمودة إذا ما عدنا لتصرفات مماثلة لزعماء ورؤساء أو ملوك لدول أخرى أشرفوا بأيديهم على جمع التبرعات لشعوبهم مثلما هو الحال لملك المغرب عبد الله الثاني الذي نال الثناء والشكر على تواضعه وتحركه لمساعدة شعبه كما تظهره الصورة المرافقة للمقال . غير أن سعيد نال الكثير من التجريح والتنمّر والشتم تزامنا مع تحرك عديد الصفحات المشبوهة وبعض الاعلاميين المحسوبين على رجال أعمال وبارونات معارضة للخيارات السياسية لرئيس الجمهورية خاصة بعد أن أعلن اعتزامه تقديم مقترح صلحي مع الفاسدين يجبرهم فيه على الاستثمار في المناطق الداخلية مقابل العفو عنهم . المؤكد أيضا أن كل التحركات لم تكن بريئة وكانت ممنهجة ومنظمة رغم أن البلاد تعيش " حالة حرب " و حالة طوارئ بسبب فيروس كورونا .. كما أن تحركاتهم لم تسئ لسعيد فقط بل لمنصب رئيس الجمهورية ولمؤسسة الرئاسة ، في تكرار للسيناريو " المرزوقي " .. قد نختلف مع قيس سعيد في عديد القرارات وقد ننتقده في سياساته الديبلوماسية او الاتصالية وهذا ما قمنا به في أكثر من مقال ، فهو ليس قديسا أو منزها عن الخطأ ، غير أننا لن نكون حطبا لمعركة قذرة تقودها بارونات فاسدة من خلف الستار ...

التعليقات

علِّق