الأمين العام للأمم المتحدة : نحن بحاجة الى اسكات البنادق، والتركيز على عدونا المشترك - الفيروس

الأمين العام للأمم المتحدة : نحن بحاجة الى اسكات البنادق، والتركيز على عدونا المشترك - الفيروس

 

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من المخاطر التي تشكلها جائحة كوفيد-19 على السلام في كل مكان بوصفها أخطر ما يهدد الأمن والسلام الدوليين، وخاصة الأشخاص العالقين في الصراعات.

جاءت كلمة الأمين العام خلال مراسم الاحتفال باليوم الدولي للسلام في الحديقة اليابانية بمقرّ الأمم المتحدة، صباح اليوم الخميس، وقال: "هذه الاحتفالية في الحديقة اليابانية هي لحظة هدوء سنوية قبل الأسبوع رفيع المستوى؛ لحظة تعيدنا إلى هدفنا التأسيسي وهو السلام".

وبهذه المناسبة التي تأتي قبل أيام قليلة من عقد المناقشة العامة للجمعية العامة يوم الثلاثاء المقبل، ذكّر الأمين العام بأن الهدف الرئيسي من تأسيس الأمم المتحدة قبل 75 عاما هو منع الحرب وتعزيز السلام، "منذ ذلك الحين قمنا بتعميق معرفتنا بكيفية تحقيق هذه المهمة النبيلة"، مشيرا إلى وجود أدلة دامغة على أن "حقوق الإنسان واحترام سيادة القانون والوصول إلى العدالة والفرص للجميع" هي لبنات بناء المجتمعات المسالمة.

كوفيد-19 خطر على السلام
وفي كلمته التي ألقاها قبل قرع جرس السلام، قال الأمين العام إن جائحة كـوفيد-19 تشكل مخاطر على السلام في كل مكان، وتسلط الضوء على أشكال عدم المساواة بجميع أنواعها، وتستغلها، وتضع المجتمعات والبلدان في مواجهة بعضهم البعض.

ودعا للتضامن والعمل معا: "نحن بحاجة إلى التحرّك معا في وحدة وتضامن، داخل المجتمعات والبلدان وفيما بينها، لتقوية روابطنا المشتركة وبناء مجتمعات مسالمة وقادرة على الصمود".وتابع يقول: "يقع التأثير الاقتصادي والاجتماعي للجائحة بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفا، مما يهدد التماسك الاجتماعي ويزيد من تقويض الثقة في مؤسسات الحكومة".


وأكد الأمين العام على أنه سيكرر النداء الذي وجهه في آذار/مارس الماضي بشأن وقف عالمي لإطلاق النار خلال اجتماعات الجمعية العامة، وقال: "نحن بحاجة إلى إسكات البنادق، والتركيز على عدونا المشترك: الفيروس".

ودعا للتصدي لأوجه الضعف وعدم المساواة التي تعمل ضد السلام وللدفع من أجل السلام حيثما كان الصراع محتدما وحيثما توجد فرص دبلوماسية لإسكات البنادق. وقال: "دعونا نعطي الأولوية للسلام ونبني مستقبلا أكثر أمانا للجميع".

"تشكيل السلام معا"
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981 من أجل "الاحتفال بمُثل السلام وتعزيزها بين جميع الأمم والشعوب". وموضوع عام 2020 هو "تشكيل السلام معا".

وبدأت مراسم الاحتفال السنوية بالذكرى التاسعة والثلاثين لإحياء اليوم الدولي للسلام بقطعة موسيقية قدّمها افتراضيا يو-يو ماي، عازف التشيلو، عبر الإنترنت.

وقالت وكيلة الأمين العام لإدارة التواصل العالمي بالأمم المتحدة، ميليسا فليمنغ، في بداية المراسم: "إن الذكرى السنوية هي دائما حجر زاوية في تقويم الأمم المتحدة. وهذا وقت مشرّف للاحتفال باليوم الدولي للسلام".

وأشارت إلى أن اليوم الدولي للسلام هو تذكيرٌ قيّمٌ عشية انطلاق المناقشة العامة للجمعية العامة بمركزية السلام لكل عمل الأمم المتحدة.

"الأدوات الضرورية" في متناول اليد
من جانبه، قال رئيس الجمعية العامة، فولكان بوزكير، قبل أن يقرع جرس السلام: "لتشكيل السلام معا، لدينا كمنظمة الأدوات الضرورية والمتنوعة في متناول اليد، من الدبلوماسية الوقائية إلى الوساطة، إلى حفظ السلاموكذلك بناء السلام".

وتطرق بوزكير إلى جائحة كوفيد-19، قائلا إن الجائحة جلبت مستويات غير متوقعة من البؤس والمشقات للكثيرين: "لكنّ الأكثر ضعفا هم الذين يعانون، سواء في الصراع أو بسبب هذا المرض".وأضاف أنه على الرغم من طغيان الصراعات والمعاناة البشرية، إلا أنه بالإمكان إرساء أسس السلام والتنمية المستدامين خطوة بخطوة في بعض الحالات.

جرس السلام "رمز للوحدة"
جرس السلام يعد واحدا من أقدم الهدايا التي قدمت للأمم المتحدة، حيث قدم كهدية عام 1954 من رابطة الأمم المتحدة في اليابان، حتى قبل أن تصبح اليابان دولة عضو في المنظمة الدولية.

وقال الأمين العام: "جرس السلام هو رمز الوحدة وهو مصنوع من عملات وميداليات تبرع فيها أشخاص من جميع أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن ذلك ينعكس في فن "كينتسوغي" وهو وضع قطع الفخار المكسورة مع ورنيش ذهبي لتشكيل قطعة واحدة أقوى وأكثر جمالا، والنتيجة هي قطعة ليست جيّدة كأنها جديدة ولكنها أفضل من الجديدة: "دعونا نطبق هذا المبدأ على عالمنا الممزق".

وقبل دق جرس السلام، وقف الأمين العام دقيقة صمت حدادا على ضحايا الحروب والنزاعات حول العالم.

احتفال الطلاب السنوي
مباشرة بعد قرع الجرس، شارك الأمين العام في حدث افتراضي لاحتفال الطلاب السنوي باليوم الدولي للسلام، حيث انغمس شباب من جميع أنحاء العالم مع رسل الأمم المتحدة للسلام حول دعوة الأمين العام إلى وقف إطلاق النار وأهمية العمل معا لتحويل أزمة كوفيد-19 إلى فرصة للسلام والشمولية.


وقال الأمين العام في كلمة للشباب: "عادة ما يكون اليوم الدولي للسلام هو الذي ندعو فيه المقاتلين المسلحين في جميع أنحاء العالم إلى إلقاء أسلحتهم. لكن في زمن الجائحة، 24 ساعة لا تكفي تقريبا".

وشدد السيّد غوتيريش على أن الجائحة هي أكبر تهديد للسلام والأمن في عالمنا اليوم. وقال: "كان لندائي صدى واسعا لدى الدول الأعضاء والمجتمع المدني والعديد من الجماعات المسلحة، لكن ثبت أن المفسدين وانعدام الثقة عقبتان رئيسيتان".

وأوضح أن العالم يحتاج إلى دفعة جديدة من أجل السلام "وسأحث المجتمع الدولي على الحشد لتحقيق ذلك بحلول نهاية العام".

دور الشباب حاسم وأفكاره مهمة
وللاحتفال بالذكرى 75 على تأسيس المنظمة الدولية، كانت الأمم المتحدة قد دعت الملايين في جميع أنحاء العالم إلى الانضمام لأكبر حوار عالمي بعيد المدى بشأن بناء مستقبل سلمي ومزدهر للعالم.

ودعا الشباب إلى البقاء على التواصل رغم التباعد البدني، ووضع الاستراتيجيات معا وإيجاد الحلول معا. وقال: "مساهمتكم في التعافي ستكون حاسمة وأفكاركم مهمة".وقال الأمين العام: "أنا أستمع عن كثب إلى أصواتكم. أعلم أنكم تريدون التغيير، رعاية صحية للجميع وفرصا للجميع والعمل المناخي ووضع حدّ للتمييز. أستطيع أيضا أن أشعر بتوقكم إلى تضامن عالمي أكبر. أنا أريد ذلك أيضا، هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما".

وحثّ الأمين العام الشباب على الاحتفال بهذا اليوم من خلال نشر التعاطف والرحمة والأمل في مواجهة الجائحة، وعلى الوقوف مع الأمم المتحدة في مواجهة محاولات استخدام الفيروس للترويج للتمييز أو الكراهية. "انضموا إلينا لنتمكن من تشكيل السلام معا".

التعليقات

علِّق