استضاف المنشّط بوبكر بن عكاشة إبراهيم اللطيف مدير النسخة 26 من أيام قرطاج السينمائية وسأله عن المقاييس التي اعتمدتها إدارة الدورة في اختيار الفيلم المغربي " الزّين اللي فيك " ضمن الأفلام التي تتسابق من أجل جوائز الدورة وهو الممنوع في المغرب  ولم تقبل أيّة دولة عربية عرضه باعتبار أنه يكاد يكون فيلما إباحيا بالمعنى الحقيقي نظرا إلى أنه يتحدث عن الدعارة في مدينة مرّاكش المغربية صوتا وصورة . ويبدو أن السيد إبراهيم اللطيف لا يفرّق في اللغة العربية بين الإقتناء والإختيار إذ قال له المنشّط 70 ألف مرّة  " إن اللجنة  انتقته " فأجابه 70 ألف مرّة بأن لجنة القراءات اقتنعت بالفيلم فاقتنته . وعندما أصرّ المنشّط على أن " انتقته " ليست " اقتنته " قال بشيء من التهكّم : " أخطانا من اللغة العربية متاع راشد الغنّوشي " ...
وبقطع النظر عن الموقف الفكري أو السياسي الذي يمكن أن يكون لدى إبراهيم اللطيف من الغنوشي أو غيره ( وهو حرّ في ذلك ) فإننا نتساءل : ما دخل راشد الغنّوشي في هذه الحكاية أصلا ؟. هل هو المسؤول مثلا عن جهل السيد مدير الدورة للغّة العربية ؟. إنها عمليّة حشر زائدة ومجانية واستفزازية لا غير . وقد كان على السيد المدير أن يعترف بأنه لا يعرف الفرق بين الإنتقاء والإقتناء وانتهى الأمر. وتبقى همسة أخيرة في أذن المدير وهي أن اللغة العربية ليست " متاع راشد الغنوشي " أو غيره . فهي ذاكرة شعب وأمّة وشرف لمن يتقنها ويتشرّف بها ... فقط .
جمال المالكي