أيقونة الشرق أصالة نصري تشع مجددا على ركح المسرح الأثري بقرطاج

أيقونة الشرق أصالة نصري  تشع مجددا على ركح المسرح الأثري بقرطاج

إختار القائمون على الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي أن يكون  مسك الختام مع سهرة للفنانة السورية أصالة نصري .أصالة غابت عن جمهورها التونسي لعشر سنوات و عادت من خلال "ريبرتوار" زاخر و متنوع زادت بفضله نجومية و شهرة .

السهرة انطلقت أمس السبت في موعدها المحدد ؛و رغم تهاطل الأمطار على المسرح إلا أن جمهور أصالة لم يبرح مكانه و ظل متشبثا بملاقاتها.جمهور غفير غصت به كل المدارج قطع تذاكر الحفل حال الإعلان عن برمجته في قرطاج .

دخول أصالة كان من خلال أغنية 'أكثر" ؛و بأناقتها المعهودة إستقبلها الجمهور بكل حفاوة و حب؛ لتثني عليه هي بدورها و تشيد بفضله عليها و على مسيرتها منذ إعتلاءها لركح المسرح الأثري بقرطاج لأول مرة سنة 1994.

أصالة قدمت لتونس مع فرقة موسيقيّة مكوّنة من 36 عازفا  من جنسيات مختلفة ؛مصريين ؛سعوديين و عراقيين بقيادة المايسترو مصطفى حلمي لتعرض خلال سهرة إستثنائية بكل المقاييس  أغانيها التي أحبها الجمهور و قدم لأجل سماعها .

 

بكل ثبات و إقتدار ؛ بصوت قويّ و عذب يحمل خصوصية فريدة من نوعها غنت أصالة فأطربت و أقنعت... فكأنه لم يمر عليها و لا على صوتها الزمن .. بنفس الروح و النفس؛ بنفس  الرصانة و التمكن و الثبات ؛ صالت و جالات "صولا" كما يحلو لأصدقائها و محبيها مناداتها بين أغان كثيرة مثل "بعدك عني" و موال ثم "بنت الأكابر"  وأغنية خاصّة كتب كلماتها الشاعر "خالد الوغلاني" حملت عنوان "تونس الخضراء" غنتها  على إيقاع أغنية "مانجا". و إضافة  إلى "تونس يا غناية مكتوبة على جبيني" غنّت  كذلك "فلسطين عربية" دعما للقضية الفلسطينية .

كما أدت الفنانة السورية أغنيات متنوعة أخرى مثل  "إنسان" و"سامحتك  سامحتك " و"صندوق" و"يمر وما يسلّم" و"قد الحروف"  و"ما بقاش أنا" و"آسفة" و " عقوبة" و 'خانة الذكريات" و  " غلبان" حيث راوحت  بين الجديد والقديم في حرص واضح لإرضاء كل الأذواق ؛ دون اللجوء الى أغاني غيرها حتى من أغاني عمالقة الغناء العربي و الزمن الجميل  .

مصافحة جديدة ناجحة لأصالة مع جمهورها التونسي دامت قرابة الثلاث ساعات من الغناء المتواصل مع إيقاعات مختلفة عزفت ألحانها الفرقة المصاحبة بكل إقتدار.

 جمهور إستثنائي حضر أمس لحفل الفنانة أصالة نصري مثل مختلف الأجيال ؛ ردّد معها بكل حماس حتى الدقائق الأخيرة للحفل كل  الأغاني بما في ذلك الصعبة منها مثل أغنية "يا مجنون" هذا ما جعل أصالة تنبهر به و زاد من نشوتها و سعادتها .

و خلال الندوة الصحفية التي جمعتها بممثلي وسائل الإعلام عقب الحفل، عبرت أصالة عن سعادتها الغامرة بنجاح السهرة  و بالكم الهائل من المحبة الذي لمسته من خلال حضور الجمهور و تفاعله الكبير معها .كما أكدت أنها و لمدة أسبوعين حاولت صحبة زوجها إنتقاء الأغاني التي ستقدمها في تونس حرصا  منها على إرضاء الجميع .

كما أكدت أصالة على قيمة الأسرة في حياة الفنان و توازنه النفسي؛ و تأثيرها على مساره المهني؛ مشيدة بدعم زوجها المتواصل لها .

وعن إمكانية مواصلتها تجربة أداء الأغاني الثنائية مع فنان أو فنانة من تونس بعد نجاح أغنية " يسبب فرحتي" مع الفنان  المصري أحمد سعد أكدت "صولا" أنها ستكون سعيدة بإعادة هذه التجربة الثنائية ؛ وأنها  تسعى لإعداد عمل فني مشترك مع الفنانة التونسية أميمة طالب التي تربطها بها صداقة وثيقة معلقة بأنها تحب فكرة الأغاني الثنائية والثلاثية بين الفنانين.

و تجدر الاشارة أن أيقونة الشرق كما اختارت شركة روتانا تلقيبها أطلت على الصحفيين بجبة تونسية أصيلة  مطرزة بعناية بالخيط الذهبي من تصميم "البلدي" لرمزي بن وذيفة .و ختمت  اللقاء بأداء أغنية "شكرا" تعبيرا على امتنانها و شكرها للجميع على حفاوة الإستقبال و على اللحظات الجميلة التي عاشتها في تونس .

وقد نال الحفل اعجاب الجمهور؛  المنظمين و الصحفيين على حد السواء  .كما عبر عدد من الفنانين التونسيين على وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بعودة اشعاع مهرجان قرطاج الدولي من خلال مثل هذه السهرات ذات القيمة  الفنية العالية .

و أخيرا أسدل الستار على الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي؛ و الجدير بالذكر أن القائمين عليها أحسنوا الإختيار بخصوص حفل الإختتام لهذا العام ؛ حيث كان حفلا ناجحا فنيا و جماهيريا مع "الحنجرة الماسية" أصالة نصري.  حيث أعادت هذه السهرة المميزة بريق هذه التظاهرة الثقافية الكبرى و رونقها الخاص في إنتظار سهرات قادمة بنفس القيمة في الدورة الجديدة لهذا المهرجان العريق .

إيناس المي

التعليقات

علِّق