أيام ثقافية تونسية في منطقة"إربد"الأردنية

أيام ثقافية تونسية في منطقة"إربد"الأردنية

شاركت وزارة الشؤون الثقافية التونسية مؤخرا وعلى مدار 4 آيام في فعاليات احتفاء منطقة "إربد" الاردنية باختيارها العاصمة العربية للثقافة لعام 2022 وذلك من خلال مجموعة من الانتاجات الثقافية والابداعات الفنية التونسية وعبر وفد رسمي قاده الاستاذ مهدي نجار مستشار وزيرة الشؤون الثقافية وكانت المشاركة التونسية من خلال مجموعة من المعارض وهي معرض الخط العربي حيث تضمن عرض مجموعة من النقوش والمسكوكات والمخطوطات المعروضة بالمتاحف والمكتبات ومراكز البحث التونسية ومعرض التجارب الغامرة وقد أستخدمت فيه تقنية الواقع الافتراضي لعرض العديد من المواقع والمعالم الاثرية والمتاحف التونسية ومعرض الخزف الفني الذي ضم أعمالا لمجموعة من الفنانين التونسيين ومنهم عبد السلام المشرفي، أمل الخذيري، محمد اليانقي ومحمد حشيشة الى جانب تنظيم ورشة حول صناعة الفسيفساء حيث عرضت من خلالها لوحات أثرية فسيفسائية تعرض حاليا في سائر المتاحف التونسية وتعكس خصوصية المخزون الثقافي التونسي، وتميز إبداعات مثقفي وفناني تونس في مجالات الفنون وإسهاماتهم المختلفة في إثراء الساحة الثقافية العربية.

وخلال الافتتاح الرسمي لبرنامج المشاركة الثقافية التونسية الذي احتضنه مركز إربد الثقافي ومن خلال رفع النشيد الوطني التونسي والسلام الملكي الاردني قدّمت الاستاذة هيفاء النجار وزيرة الثقافة الاردنية كلمة افتتاحية تلتها كلمة رئيس الوفد التونسي ثم تقديم عرض موسيقي بعنوان"شيشخان" لمجموعة محمد علي بن الشيخ وهو عمل موسيقي مستوحى من الموروث الثقافي التونسي، يجمع مدينتي أريانة وسيدي بوسعيد التونسيتين، مقدما الموسيقى الصوفية وموسيقى المالوف من خلال الحضور الأندلسي الذي تتميز به مدينة أريانة منذ القرن السابع عشر، والفنان أحمد الوافي أحد أقطاب موسيقى المالوف الذي كان يقيم في سيدي بوسعيد كما ينصهر هذا العرض ضمن الموروث الثقافي التونسي "الصوفي"، وهو اللون المألوف بالبلاد التونسية والمستوحى من العادات والتقاليد التونسية التي تمثل مختلف مجالات الحياة في تونس كما تم عرض الفليم الوثائقي"الرجل الذي أصبح متحفاً"للمخرج مروان الطرابلسي وهو فيلم دارت أحداثه حول فنان انعزل عن العالم هو الفنان علي عيسى الذي عاش في عالمه الخاص والاستثنائي حيث ركّز هذا الفلم ولمدة ساعة تقريبا على المنزل - المتحف الذي عاش فيه الفنان متعدد المهارات والذي أدمن جمع الأشياء التي ساعدته على تكوين تحفه الفنية ومراكمتها شيئا فشيئا في منزله. والمحتفى به في هذا الفيلم الذي تحصل على ثلاثة جوائز في اختتام الدورة 11 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبقة المغربية لأفضل إخراج، وجائزة النقد، وكذلك جائزة الغرفة المغربية للفيلم الوثائقي، كما شارك في عديد من التظاهرات السينمائية الدولية الأخرى أبرزها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته 9 في مارس 2020،هو الفنان علي عيسى توفي عام 2019، في سن ناهز 83 عاما في بيته، الذي جعل منه ورشة لتصميم أعماله الفنية ونسج إبداعاته التشكيلية، وتوّج مسيرته الفنية الطويلة بعدد هام من الجوائز المحلية والعالمية من فرنسا وإيطاليا وكندا، كما عرضت خلال هذه التظاهرة الثقافية التونسية الصميمة مجموعة من الاشرطة الوثائقية حول المواقع والمعالم التاريخية والخزف الفني وشريط وثائقي بعنوان "على السكّة"للمخرجة أريج السحيري وهو فيلم يستعرض قصص مجموعة من سائقي القطارات التونسيين ومحاولاتهم لفضح الفساد والإهمال، ودفاعهم عن اختياراتهم رغم المخاطر التي يتعرضون لها.

كما انتظمت ندوة حوارية حول الجذور الثقافية للسينما التونسية شارك فيها الأستاذ الجامعي كمال بن ونّاس من تونس،والدكتور عامر غرايبة من الأردن، وأدارها الفنان صالح الحمدوني وطرحت خلالها إشكالية العلاقة بين المصادر الواقعية والخلفية الذهنية في السينما التونسية في إطار خصوصيات الثقافة التونسية وانتمائها المباشر للفضاء المتوسطي والعربي والإفريقي من خلال بعض الأمثلة من المدونة السينمائية التونسية. وانتظمت خلال هذه التظاهرة 2 آماس شعرية تونسية أردنية مشتركة أدارتها الدكتورة مريم الجبر وحضرها مدير ثقافة إربد عاقل الخوالده ومدير دائرة آثار إربد زياد غنيمات ومدير الدائرة الثقافية في بلدية إربد الكبرى ورئيس الوفد التونسي المهدي النجار ومحمد المنصف الحمزاوي من وزارة الشؤون الثقافية التونسية وجمع من المثقفين والمهتمين حيث تداول على مصدح القراءات الشعرية التونسيون الكاتب شفيق الطارقي وهو أستاذ للأدب العربي حائز على جائزة دبي الثقافية لعام 2018، والذي قدم كذلك ورقة حول "التجريب في الرواية التونسية"والروائية الدكتورة سلمي اليانقي وهي محامية وأستاذة جامعية حائزة على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الكومار الذهبي 2022 عن روايتها "مكعب روبيك"وعلي العرايبي وأمة الله الزاير والشعراء والشاعرات الاردنيون الأديب هاشم غرايبة،القاص هشام مقدادي،يوسف أبو زبيد والدكتورة ايمان العمري حيث تناولت قصائد المشاركين والمشاركات عددا من المواضيع الشعرية بأسلوب شيق نال اعجاب الحضور.

وقد افتتحت هذه الامسيات بكلمة لمدير ثقافة" اربد "عاقل الخوالده اكد من خلالها أهمية المشاركة التونسية في فعاليات اربد عاصمة الثقافة العربية في مختلف المجالات الأدبية والفنية بما يثري المشهد الثقافي العربي واختتم اللقاء بتوزيع الخوالدة ورئيس نادي الشيخ حسين غيث الغزاوي الدروع التذكارية على المشاركين والمشاركات يشار الى ان رئيس الوفد التونسي الاستاذ مهدي النجار وبحضور وزيرة الثقافة الاردنية والسفير التونسي لدى الأردن خالد السهيلي ومحافظ إربد رضوان العتوم، ورئيس بلدية إربد الكبرى الدكتور نبيل الكوفحي، وأمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري ورئيس المكتب التنفيذي لإحتفالية إربد المهندس منذر بطاينة وعدد من نواب محافظة إربد، ومدير ثقافة إربد عاقل الخوالدة وأبناء الجالية التونسية في الأردن وعدد من الفنانين والمثقفين والمواطنين الأردنيين ألقى كلمة أكّد من خلالها أن الأردن وتونس وعلى مستوى القيادة والشعب والثقافة على مسافة واحدة من التحضير للمستقبل، وهذه الأسابيع الثقافية في إربد العاصمة العربية للثقافة هي عنوان على إستدامة المشروع الثقافي الأردني الذي نسعى لإستمراره أعوام وأعوام ضمن رؤى واضحة وعمل دائم وتشاركية كاملة مؤكّدا تنظيم الأيام الثقافية التونسية في رحاب إربد عاصمة الثقافة العربية هو خير دليل على عمق وأصالة العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين، وهي خير مثال على توثيق روابط التعاون بين البلدين الشقيقين مثمنا المشاركة التونسية بما يشرّف الاردن في احتفالاتها بإربد العاصمة العربية للثقافة والتي تم أختيارها تقديرا لعراقتها، فهي عروس الشمال وأقحوانة الأردن ولها رصيد ثقافي هام وأشار الى إختيار الشاعر عرار كرمز ثقافي للإحتفال وكرمز عربي يحمل في طياته إعتزازا بالجميل لكل المثقفين العرب ودورهم في المحافظة على الهوية الثقافية، فتنظيم الأيام الثقافية التونسية اليوم هو خير دليل على عمق وأصالة العلاقات التاريخية والتواصل بين الشعبين، وذلك لإظهار المخزون الثقافي من الفنون والآدب والمساهمة في دعم الثقافة العربية التي تبرز مختلف الإتجاهات والمدارس الفكرية والفنية التونسية،وتحقيق معادلة الإنفتاح على الثقافات الآخرى،كما وجه النجار دعوة للحكومة الأردنية والمثقفين الأردنيين للمشاركة في فعاليات المهرجانات التونسية الصيفية هذا العام للإرتقاء بالثقافة العربية

منصف كريمي

 

 

 

 

التعليقات

علِّق