أمام قاضي التحقيق : سامي الفهري في مواجهة عبد الوهاب عبد الله
تولّى عميد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس صباح أمس اطلاع عدد من المديرين السابقين للتلفزة الوطنية على نتيجة الاختبارات المتعلقة بعقود اشهارية أمضتها شركة «كاكتوس» مع التلفزة الوطنية، كما تمّ اطلاع سامي الفهري وعبد الوهاب عبد اللّه على نتيجة تلك الاختبارات التي توصّلت في مجملها الى نفي أي علاقة لعبد الوهاب عبد اللّه بتلك العقود، والتي حقّقت «كاكتوس» من ورائها منافع قدّرت بحوالي ستة عشر مليارا. وتجدر الاشارة الى أن عميد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، كان توصّل بشكاية مفادها أن مؤسسة الانتاج المعروفة «كاكتوس» أبرمت العشرات من عقود الاشهار مع مؤسسة التلفزة الوطنية وفي أوقات مختلفة، كما تمّ استعمال ومضات اشهارية، كمقابل لأعمال تلفزية أخرى. وقد تقرّر استنطاق أكثر من عشرين متهما في هذه القضية من بينهم سامي الفهري باعتباره مشرفا على مؤسسة «كاكتوس» وعدد كبير من المديرين السابقين بالتلفزة.. وصدرت قرارات تحجّر سفر في حق عدد منهم، كما صدرت بطاقة إيداع بالسجن في حق المدير السابق الفهري شلبي، لكن تمّ الإفراج عنه بعد أيام قليلة، وفي نفس يوم الافراج عنه، تصدر بطاقة إيداع بالسجن في حق عبد الوهاب عبد اللّه، ليلا، ليتمّ استنطاقه من الغد. وبعد عديد الاستنطاقات لجملة المتهمين في هذه القضية، قرّر عميد قضاة التحقيق إجراء الاختبارات الفنية اللازمة على جملة العقود التي أبرمتها «كاكتوس» مع التلفزة الوطنية، وهو ما حصل مؤخرا، وتولّى عميد قضاة التحقيق صباح أمس إطلاع عدد من المتهمين على نتيجتها. ومن أبرز ما جاء في تلك الاختبارات من خلاصة، نفي ثبوت أي علاقة لعبد الوهاب عبد اللّه بستّة عقود أبرمتها «كاكتوس» مع التلفزة الوطنية سنة 2003 أي عندما كان وزيرا مستشارا برئاسة الجمهورية. ويُذكر في هذا الاطار أن منطلق اتهام عبد الوهاب عبد اللّه عبارة «تعليمات رئيس الجمهورية بتغيير العنوان..» وهي متعلقة بمسلسل تلفزي لم يتمّ بثه أصلا لاحقا.؟! كما جاء في نتائج الاختبارات التي أجريت في ملف القضية أن مؤسسة «كاكتوس» وباحتساب معدل الدقائق الاضافية في الوقت القانوني للومضة الاشهارية، حسب العقد المبرم، فإن جملة المنافع التي تحقّقت لفائدة المؤسسة وصلت الى أكثر من ستة عشر مليارا من المليمات التونسية علما أنه وحسب الاختبار دائما، فإن الستة عقود الأولى التي أبرمت سنة 2003، لم تحقق فيها مؤسسة «كاكتوس» أية منافع بغير وجه قانوني، وهي الفترة التي كان فيها عبد الوهاب عبد اللّه وزيرا مستشارا برئاسة الجمهورية. ويبدو وحسب نتائج الاختبارات التي توصّل بها عميد القضاة فإن القضية ستعرف تطورات قانونية هامة.
سليم العجرودي
الشروق
التعليقات
علِّق