أعراسنا في 2023 : لماذا أصبح الخمر على قارعة الطريق ولا أحد يتحرّك ؟؟؟

أعراسنا في 2023 : لماذا أصبح  الخمر على قارعة الطريق  ولا أحد يتحرّك ؟؟؟

نعرف جميعا أن أغلب أعراسنا ( ومنذ الأزمنة القديمة ) لا تكاد تخلو من عادة شرب الخمر... ونعرف على الأقل أن هذه العادة تتم داخل المنازل التي تقام فيها الأفراح وبصفة تكاد تكون سريّة نوعا ما. لكن يبدو أن كل شيء قد انقلب في هذا الزمن الأغبر... ونحن غافلون.

يوم أمس علمت بأن أحد  شبّان الحيّ سيقيم حفلا يدعو إليه أصدقاءه ( حنّة بالتحديد ) كي يجمع مبلغا من المال يساعده على إقامة حفل الزواج بعد يومين تقريبا. كل هذا عادي ومعروف لدى القاصي والداني. لكن الجديد في الحكاية أن السيارات بدأت تتوافد قبل  انطلاق الحفل بأكثر من ساعة.  ومع حلول كل سيارة  يفتح الصندوق الخلفي وتنزل منه صناديق الجعة والخمر كأنّها صناديق مشروبات غازية ... كانوا يحملونها أمام خلق الله كلّهم ... وطبعا هناك من كان يحملها في " صاشي " والبعض الآخر في " قلاسيار " حتى يبقى باردة مثلما يراد لها أن تكون.

الحفل يقع في أوّل النهج الذي  يتفرّع عن شارع رئيسي ... الجماعة تفرّقوا  تحت شجرات على الشارع الرئيسي (  قبالة دار العرس ) فنصبوا الطاولات أو فتحوا الصناديق الخلفية للسيارات ... وانطلقت المشروبات وكأنهم يشربون المياه المعدنية ... لا يهمّهم من يمرّ أو من يذهب أو يروح ... وكلّما انتهت " الكميّة " سارع بعضهم إلى مكان ما ( يبدو أنه مقرّ بائع خمر خلسة ) وسرعان ما عاد محمّلا بما ذهب مسرعا من أجله.

كل هذا " الفيلم " تابعته مباشرة وأنا في شدّة التعجّب ...لست متعجّبا  طبعا  من شرب الخمر في الأعراس لأن هذا الأمر أعرفه جيّدا... بل تعجّبت من الجرأة الكبيرة التي بات عليها الكثير من الشباب في تونس.... أن يشربوا الخمر فذلك شأنهم لكن لماذا أصبحنا بهذا الشكل لا نكاد نقيم أي وزن وأي اعتبار لمن يعيشون حولنا؟؟؟.

وفي خضمّ " الفيلم " أصبت بخيبة أمل ... فقد حلّت بالمكان سيارة أمن كنت أظنّ أن بعض الأجوار ممّن ساءهم وجود " حانة " في الهواء الطلق أمام ديارهم فاستنجد بالأمن ليخلّصه من ذلك " المنظر " التعيس ... إلا أن السيارة التي كانت تسرع عند قدومها ...لم تلبث أن غادرت بأسرع ممّا قدمت ...

وطبعا لكم أن تتخيّلوا ماذا يحدث بعد انتهاء الحفل حوالي الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل ... تعرفون بالتأكيد معسول الكلام الذي يشنّف به السكارى أسماع الناس وهم في ديارهم ... هذا إذا لم تصبح بعض أعراسنا ميادين وغى و " قتال " بسبب ما شرب الشباب من " شراب".

جمال المالكي

التعليقات

علِّق