أزمة النادي الإفريقي : هل يكون الحل في " سوسيوس"؟

أزمة النادي الإفريقي : هل يكون الحل في " سوسيوس"؟

بقلم : عبد الحكيم الدربالي

خلال ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي كنا نسأل رؤساء النادي الافريقي على غرار السادة فريد عباس و حمودة بن عمار و المرحوم الشريف بالامين و حمادي بوصبيع نسألوهم  عن الجيل الذي سيخلفهم و سيأخذ عنهم مشعل التسيير و يواصل في مسيرة  النادي بكل نجاح و ثبات و اقتدار.... و كانت اجاباتهم متشابهة و متناسقة و مطمئنة.. ( نعم نحن بصدد تكوين جيل شبابي مثقف من ابناء النادي و سيتسلمون منا مشعل التسيير في السنوات القادمة بعد ان يكسبوا الخبرة و الكفاءة و الثقة في النفس....) و كان المقصود بالجيل الشبابي في ذلك الوقت كل من السادة ( المهدي الغربي و المهدي ميلاد و خليل الشايبي و ماهر السنوسي و جمال العتروس و صالح الثابتي و جمال بلحاج و سفيان بن صالح و عبد السلام اليونسي و مروان حمودية و غيرهم كثير... ) و مرت الايام و تلتها السنون و اجبر الزمن هؤلاء الرؤساء الافذاذ عن الابتعاد تدريجيا من اوساط النادي سواء اختياريا او اجباريا و لكنهم مع الاسف الشديد لم يفوا بوعدهَم و لم يتركوا  ورائهم غير الفشل و الخيبات و الازمات لان الجيل الذي تحدثوا عنه و جهزوه لرفع المشعل من بعدهم خذلهم و خانهم و لم يكن في المستوى المنتظر و لم يكن حسب توقعاتهَم و لم يوفق في تجسيد ولو ربع تطلعاتهَم بعد ان اختفى البعض منه من ساحة الفريق بدون مبرر منطقي.. و تكاسل البعض الاخر عن مد يد المساعدة و حتى الذين تشجعوا و تحملوا وزر المسؤولية لم ينجحوا كما يجب و لم يحققوا و لو الجزء العاشر من طموحات النادي..بل جعلوه.. ( افقر الاغنياء و اضعف الاقوياء..و هتكوا سمعته و عرضه بالديون و الشكاوي و الخطايا و الغرامات بالملايين و المليارات.) ...
و لسائل ان يسأل اين ذهبت تطلعات و توقعات هؤلاء السادة الرؤساء القدماء... و اين ذهبت طموحات و كفاءات و حماس و غيرة و ثقافة و ثقة هؤلاء الشبان...و لعل المحير و المخيف اكثر عن مصير النادي الافريقي ان كل المؤشرات السائدة حاليا لا تبشر اطلاقا بالخير ولا توحي بانجلاء هذه السحب الداكنة التي ما فتئت تغطي سماء الحديقة (أ)

الامل في ( السوسيوس..)

و في ظل هذه المخاوف و التهديدات و الازمات التي تجثم على صدر النادي الافريقي منذ سنين و مازالت تقطع انفاسه بدون  رحمة... انبثق بصيص من الامل جاء ليساعد الاحباء على تبديد كل هذه المخاوف و كل هذه التراكمات... و نعني به جمعية ( السوسيوس..) التي اسسها ثلة من خيار ابناء النادي و الغاية منها مساعدة النادي الافريقي ماديا و معنويا لا على تخطي ازمته الحالية فحسب بل لمزيد تطوير و توسيع مناهجه و اساليبه الادارية و الفنية و تهيئة بنى تحتية على اسس و قواعد سليمة.... و لئن ولد هذا المشروع او المولود الجديد.. ( السوسيوس..)  من حماس و عزيمة و رغبة الاحباء الاوفياء سيبقى منهم و اليهم... هم المسؤولون عن استمراره و هم المهتمون بنجاحه و تطويره و من خلاله دعم و مساندة النادي على استعادة اشعاعه و غطرسته الفنية محليا و عربيا و قاريا في الوقت الذي شحت فيه كل منابع الحياة من حوله... و كل هذا الامل يتوقف على مساهمات و اشتراكات مالية يدفعها الاحباء  شهريا لصندوق ( السوسيوس) و كل قدير و قدره من 30 الى 100 دينارا مثلا.... حتى يتكفل بمهمة توفير المصاريف و المستلزمات المالية الضخمة المطلوبة للنادي بجميع فروعه و اصنافه... لانه بصراحة مسألة الاعتماد على منح جهات معينة ( بلدية.. وزارة.. جامعة..) و موارد اخرى غير قارة متأتية من علامات استشهار عابرة او بيع ازياء رياضية او انتظار مداخيل مباريات اغلبها تدور بدون حضور الجمهور او التواكل على هبات مذلة من  المسؤولين و رجال الاعمال.. كل هذه الاساليب لا تغني من جوع و لا تخلص النادي من فقره على عكس اشتراكات دائمة و قارة خاصة لما تكون من اعداد غفيرة من الاحباء على غرار الاندية العالمية التي يملك العديد منهم ما يفوق 200 الف مشترك يدعمون خزينة ناديهم بمئات المليارات.... و في حالة تحقيق ( سوسيوس..CA ) رقما مماثلا ( 200 الف مشترك) حتما سيصبح لديه موردا ماليا قارا  بمئات الملايين سنويا يساهم به في اعادة نجاحات النادي على كل الاصعدة و في كل المنافسات المحلية و الخارجية... فلا تبخلوا يا جماهير الافريقي على مساندة و دعم فريقكَم لانكم انتم هم المسؤولون الاولون و الاساسيون على مصير النادي الافريقي بكم ينجح و بكَم ينتعش.. و بدونكم يفشل و يمرض و يموت...فلا تتركوه يموت...

 

 

التعليقات

علِّق