الطريق السيارة صفاقس-مدنين: ازدهار للسياحة بنقائص تحتاج معالجة
تشهد الطريق السيارة الممتدة من صفاقس إلى ولاية مدنين تطوراً كبيراً ينعكس إيجابياً على النشاط السياحي والاقتصادي في الجنوب التونسي. هذه الطريق التي تمثل أحد المشاريع الحيوية في تونس، ساهمت بشكل ملحوظ في تقليص المسافات الزمنية بين المناطق السياحية الشهيرة مثل جربة، جرجيس، وقابس، مما جعلها أكثر جاذبية للسياح والمستثمرين على حد سواء.
فمنذ افتتاح الطريق، شهدت مناطق الجنوب الشرقي التونسي حركية و تزايد في عدد الزوار، حيث اختصر الطريق المسافة الزمنية بين صفاقس وهذه المناطق من عدة ساعات إلى ما يقارب الساعتين فقط هذا الأمر ساهم في زيادة تدفق السياح إلى جربة وجرجيس، واللتين تعتبران من أهم الوجهات السياحية في تونس بفضل شواطئها الخلابة ومنتجعاتها الفاخرة كما أصبحت قابس، ذات الطابع الفريد، وجهةً مفضلة للسياح الباحثين عن التجارب الثقافية والبيئية المميزة.
لقد تم افتتاح جزء كبير من الطريق في شهر اوت 2017، بطول 100 كيلومتر من أصل 150 كيلومتراً مبرمجاً، حيث شمل الجزء الرابط بين صفاقس وقابس، الذي تم استكماله وافتتاحه في 2018 و تضم الطريق السيارة 14 محولاً و42 ممرا علويا و16 ممرا سفليا، بالإضافة إلى 3 حواجز استخلاص، مما يعكس حجم الاستثمار الكبير في هذا المشروع.
لكن على الرغم من هذه الإنجازات يعاني مستخدمو الطريق من نقص حاد في بعض الخدمات الأساسية مثل غياب محطات البنزين ومحطات الاستراحة على طول 141 كيلومتراً من الطريق و يُعتبر هذا النقص تحدياً كبيراً خاصةً في فصل الصيف، حيث يتزايد عدد المسافرين والسياح الذين يحتاجون إلى خدمات الراحة والتزود بالوقود.
ومن المبرمج استكمال الطريق لتصل إلى حدود رأس الجدير، مما سيعزز بشكل أكبر الربط البري بين تونس وليبيا، ويعطي دفعة جديدة للتبادل التجاري وحركة السياحة بين البلدين هذا التمديد سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني بشكل عام وعلى المناطق الجنوبية بشكل خاص، حيث سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وتسهيل نقل البضائع والسياح.
على الرغم من النجاحات التي حققتها الطريق السيارة صفاقس-مدنين في تعزيز السياحة وتسهيل حركة التنقل، فإن النقص في الخدمات الأساسية مثل محطات البنزين والاستراحة يمثل تحدياً يجب معالجته لضمان توفير تجربة سفر مريحة وآمنة للمسافرين و بالتالي، فإن استكمال هذه البنية التحتية وتطويرها يجب أن يكون من الأولويات في المرحلة القادمة لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذا المكسب الاستراتيجي.
التعليقات
علِّق