استمعت منذ قليل إلى تصريح مثير منسوب إلى والي صفاقس فاخر الفخفاخ دعا فيه رئيس الجمهورية بكل صراحة إلى " قطع الفايسبوك " ودعا المواطنين إلى أن يكتفوا بسماع الإذاعات التي قال إن بعضها أيضا يعمل على تأجيج الأوضاع في البلاد.

وبكل تأكيد فإن في كلام الوالي الكثير من الصحّة باعتبار أن هناك صفحات " مختصّة " وأشخاصا " مختصّين " في  إشعال الحرائق وتأجيج الوضع الاجتماعي لغايات لم تعد تخفى على أحد . لكن هذا لا يعني أبدا أن ندعو إلى غلق المتنفّس الوحيد تقريبا الذي كسبه الشعب التونسي ( وأقصد هنا وسائل التواصل الاجتماعي عموما )  ليعبّر من خلاله  عمّا يراه ويقترحه وينتقد من خلاله أيضا  أوضاع البلاد وطرق تسييرها من قبل المؤتمنين على هذا التسيير وهذا من حق أي مواطن يلتزم طبعا بقواعد النقد ويبتعد عن تجريح الأشخاص أو المس بأعراضهم وعائلاتهم.

وبكل تأكيد أيضا فإن المسؤول الذي يدعو إلى غلق " فايسبوك " أو أية وسيلة إعلامية ليس مسؤولا بل لا يستحق أن يكون مسؤولا . فعوض أن يجتهد هذا الوالي ويعمل على حلّ الإشكال القائم في صفاقس والاستماع إلى كافة منظمات المجتمع المدني التي اقترحت الحلول تلو الحلول لأزمة النفايات نراه سرعان ما ينفعل وينادي بغلق مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل إعلامية أكيد أنها نقلت له حقائق مرّة .

وعلى هذا الأساس أقول للوالي بكل لطف : إذا كان المنصب أكبر منك فاتركه لغيرك ممّن يستحقّونه وربما تكون لهم القدرة على حل المشاكل وليس الهروب منها بطريقة ساذجة إلى أبعد الحدود.

جمال المالكي