الصور تفضح محاولات الإخفاء : مشاكل بالجملة بين عناصر منتخب كرة القدم ومنذر الكبيّر لا يسيطر على مجموعته ؟
من أسباب نجاح أي فريق أو أي منتخب في العالم أجمع العلاقات الجيّدة بين عناصره في ما بينهم من جهة وبينهم وبين بقية مكونات الفريق من جهة أخرى . لكن يبدو أن هذه " الأمور " غير متوفّرة في منتخبنا الوطني لكرة القدم خلافا لما يحرص المشرفون عليه ( وأولهم رئيس الجامعة والمدرب منذر الكبيّر ) على إظهاره لوسائل الإعلام ومن ثمّة للرأي العام الرياضي في تونس.
ومن خلال ما شاهدناه في لقاء الأمس ضد المنتخب الزمبي فقد لاحظنا تصرّفات غريبة عل الميدان ومن لاعبين كنّا نظن أنهم " عاقلين " وليسوا من المشاكسين. ففي لقطة صادمة رأينا علي معلول وهو يتلفّظ بكلمة " كبيرة " كانت واضحة جدّا من خلال حركات شفتيه وحركات يديه المرافقة في ردّة فعل على لوم أحد زملائه له على تمريرة خاطئة .
بعد ذلك رأينا مناوشة علنيّة بين الحارس فاروق بن مصطفى والمدافع ياسين مرياح بسبب " تزليطة " قام بها الحارس في إرجاع الكرة وكادت تتسبب في هدف ... وقد رأينا كافة تفاصيل المناوشة بما أن الكاميرا ركّزت لوقت طويل عليهما ... ولم تنته " العركة " إلا بتدخّل الفرجاني ساسي و " ديلون برون " اللذين نجحا في تهدئة الأمور.
وفي لقطة ثالثة رأينا على ملامح اللاعب نعيم السليتي علامات الغضب والرفض عندما تم تعويضه في الشوط الثاني . وهذا السلوك لا يمكن أن يصدر عن لاعب محترف يدرك أن التعويض جائز في أي وقت وأنه ليس أمام اللاعب مهما علا شأنه إلا الامتثال لأوامر مدرّبه.
أما اللقطة التي خرجت عن المعتاد والمألوف فهي تلك التي أتاها " قائد " الفريق وهبي الخزري. فعندما تمّ تغييره وكان عليه أن يسلّم شارة القيادة للاعب آخر قام " سي الخزري " برمي الشارة نحو أقرب لاعب منه وكان علي معلول ( أنظر الصورة ).
هذا التصرّف الأرعن لا يمكن أن يصدر عن قائد فريق لأن القائد هو القدوة والمثال الذي يجب أن يقتدي به بقية اللاعبين . ولم نر طوال عشرات السنين أن لاعبا ( قائد فريق بالتحديد ) قام بمثل هذه الحركة التافهة التي لم تجد لدى المدرب منذر الكبيّر أي صدى وكأنه ليس المدرّب أصلا.
ومن خلال كافة اللقطات التي رأينا ( وربّما ما خفي كان أعظم ) يتّضح دون لفّ أو دوران أن الأمور ليست على ما يرام في هذا المنتخب وأن المدرّب الذي قال مئات العارفين إنه " أصغر " من المنتخب لا يتحكّم في عناصره ولا يسيطر على اللاعبين الذين يبدو أن بعضهم بات مصابا بداء الغرور أو التعالي على منتخب صنع منه ما هو عليه الآن.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق