في سيدي بوزيد : هل يدافع اتحاد حشّاد يدافع عن " الفساد " ويطالب سلطة الإشراف بعدم التدخّل ؟؟؟
أصدر الفرع الجامعي لموظفي التربية بسيدي بوزيد التابع للاتحاد الجهوي للشغل بيانا " غريبا " اعتبره البعض خارجا عن السياق العام وفيه " شبهة " الدفاع عمّا لا يمكن الدفاع عنه.
نحن نتابع جميعا هذه الأيام ما يحدث في مندوبية التربية من تجاوزات تم الكشف عنها وفتحت فيها أبحاث إدارية وأخرى قضائية . وبطبيعة الحال لا يمكن لأي طرف أن يدين طرفا آخر أو يحاول تبرئته قبل أن يقول القضاء كلمته في هذا الموضوع الشائك . فإذا ثبت أن شخصا أو أشخاصا أذنبوا فليتحمّل كل واحد مسؤوليته كاملة ولا سبيل عندئذ أن يدافع عنه أي طرف مهما كان وإلا فإنه سيصبح مدافعا عن الباطل.
أما إذا أثبت القضاء أن بعض المتهمين أبرياء فسيكون من واجب الجميع المطالبة بردّ الاعتبار لهم وربما الكف عن تشويههم مثلما يحدث الآن قبل أن يقول القضاء كلمته.
وفي كافة الأحوال فإن ما يشدّ الانتباه في هذه البيان " الاحتجاجي " هو أن يدعو الاتحاد ( أي الطرف النقابي ) سلطة الإشراف إلى عدم " التدخّل السافر في القطاع الذي أصبح مستباحا ومستهدفا من كافة الأطراف " وقد أعيدت عبارة " التدخل السافر " أكثر من مرّة .
وبمعنى أوضح فإن الفرع الجامعي ( ومن ورائه الاتحاد الجهوي وربما الاتحاد العام ) يطلب من سلطة الإشراف ألّا تحشر أنفها مستقبلا في كل ما يهم قطاع التربية . وليس ناقصا إلا أن يقول الفرع الجامعي لوزير التربية وكافة المسؤولين التابعين للوزارة : عودوا إلى دياركم ولا تتدخّلوا في المستقبل في أمور القطاع ... فنحن أولى منكم بتسييره وسنتولّى أمره من هنا فصاعدا...
إن هذا البيان فضيحة بأتم معنى الكلمة ولا يليق باتحاد حشّاد الذي عرفناه مدافعا عن الحق مستميتا في الدفاع عن المظلومين . أما أن يتحوّل من قلعة نضال في الحق إلى درع لحماية المذنبين ( إذا صح فعلا أنهم أو أن بعضهم مذنب ) فهذا لا يقبله منطق أو عقل.
ولعلّ المطلوب اليوم من نور الدين الطبوبي وبقية أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد أن يضبطوا الأوتار حتى لا يختلط أي شيء بكل شيء ... فيضيع الحق وراء كلام يبدو " حقّا " لكن يراد به باطلا .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق