ما هذا يا دولة وبأي حقّ يرخّص وزير الصحة ووالية سوسة لاتحاد الشغل " استثنائيّا " عقد مؤتمره بحضور 580 نقابيا ؟
أفادت إذاعة " موزاييك " بأن المؤتمر الاستثنائي غير الانتخابي للاتحاد العام التونسي للشغل المقرر عقده يومي 8 و9 جويلية بمدينة سوسة مازال قائما وأن فعاليات المؤتمر ستجرى في أحد النزل بمنطقة القنطاوي داخل قاعة قادرة على استيعاب نحو 1200 شخص وبأن عدد المشاركين في هذا المؤتمر لن يتجاوز 580 شخصا تحسّبا من تداعيات جائحة كوفيد 19.
وأضاف المصدر أن الأمين العام المساعد منعم عميرة تحول صباح اليوم إلى النزل مكان احتضان المؤتمر للقيام بعملية معاينة والانطلاق في التحضيرات وفقا لإجراءات البروتوكول الصحي وأن اتحاد الشغل حصل على ترخيص من كل من وزير الصحة ووالي سوسة لعقد المؤتمر الاستثنائي غير الانتخابي.
وأكّد المصدر أيضا : " اتّخذت المنظمة الشغيلة كل الإجراءات الوقائية حيث سيتم إخضاع المشاركين إلى التحاليل السريعة قبل الدخول وبعده. ومن بين الإجراءات الوقائية الأخرى إيواء النواب بغرف فردية بالنزل ومنع خروج أي منهم من النزل إضافة إلى تسخير سيارة إسعاف وطاقم صحي مكون من 4 أطباء و13 ممرضا" .
إلى هنا انتهى الخبر. لكن الغريب في الأمر لماذا لم يتساءل أي كان في هذه البلاد عن هذه " السرعة " وهذا الإصرار على عقد مؤتمر يدخل في باب " لزوم ما لا يلزم " لأبي العلاء المعرّي أي أن هذا المؤتمر ليس بالصفة الاستعجالية بحيث لا يمكن تأجيله إلى ما بعد استقرار الحالة الوبائية المرعبة التي تعمّ البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ؟؟؟.
لماذا يهاجم الاتحاد كل خرق لإجراءات الحجر الصحي والتوقّي من الجائحة من خلال الحفلات والتجمعات مهما كان نوعها ويسمح لنفسه في المقابل بالمخاطرة بحياة المشاركين في هذا المؤتمر وعددهم مثلما نرى ليس هيّنا ؟.
هل إن الإجراءات التي سيتم اتخاذها مأمونة بنسبة 100 بالمائة وإنها ستضمن سلامة كافة المشاركين في المؤتمر علما بأن رئيس الحكومة أصيب بالفيروس منذ بضعة أيام وكان ذلك خلال اجتماعات لم يحضرها 1 على 20 من عدد نواب الاتحاد الذين سيحضرون المؤتمر؟.
بأي حقّ يمنح وزير الصحة ووالية سوسة هذا " الترخيص الاستثنائي " لاتحاد الشغل وكلّنا يعلم أن الوضع الصحي في البلاد لا يسمح بمنح أي ترخيص لأي شخص ولأيّة جهة مهما كان اسمهما أو وزنها حفاظا على أرواح الناس في المقام الأول ؟.
هل عدنا إلى منطق المحاباة والمجاملات أو ربّما " الخوف من جهات معيّنة " لنمنح هذا ترخيصا ونمنع ذاك من حقل زفاف يحضره 20 شخصا في قاعة أفراح تتسع لألف شخص ؟.
ولكل هذا الأسباب نرجو :
- أن يبادر الاتحاد بنفسه بتأجيل هذا المؤتمر إلى وقت لاحق مساهمة منه في كسر شوكة العدوى وعودة استقرار الوضع الصحي في البلاد .
- أن يتدخّل رئيسا الحكومة والجمهورية لمنع عقد هذا المؤتمر بأي شكل من الأشكال ودعوة قيادة الاتحاد إلى التأجيل استجابة إلى منطق العقل والتعقّل وليس بمنطق " الهرولة " الذي فرضه الخلاف مع نقابة التعليم الثانوي ... وأظنّ أن قصدي هنا مفهوم.
وبين هذا وذاك ليعلم من أشهروا سيوفهم الآن لمهاجمتي بدعوى أنني " عدوّ الاتحاد " وما إلى ذلك من " أغنيات قديمة " أنني ( وبصفتي الشخصية وتاريخي في هذه الحياة ) نقابيّ قديم ومدافع شرس عن الاتحاد ( وليس عن الأشخاص ) وسأظلّ مدافعا عن قلعة النضال إلى آخر رمق في الحياة . فلا تعكّروا إذن أمزجتكم بالفراغ لأني في النهاية " اتحاديّ " أكثر من أغلبكم وأني لا أنقد الاتحاد لمجرّد " التسلية " بل لأني تعوّدت على النقد وقول الحقيقة حتى لو كان والدي رحمه الله هو المعني بها وليس الاتحاد.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق