ترددت كثيرا قبل أن أكتب هذه الأسطر لسببن على الأقل : الأوّل أني  متأكّد من أني كمن يحرث في البحر وأن الأمراض المزمنة التي أصابت الإدارة التونسية لا رجاء ولا شفاء منها حتّى لو سخّرنا لها أمهر الحكماء ( بمعنى الأطباء ) ... والثاني أن الكتابة عن أمراض الإدارة ستستغرق منّي ( أو من غيري ) كتبا ومجلّدات وقد لا تكفي للإحاطة بتلك الأمراض.

وفي النهاية قررت أن أكتب هذه الأسطر لأتناول مثالا واحد وهو هاتف الصندوق الوطني للتأمين على المرض ( كنام ) بالمروج . فمن خلال الصفحة الرسمية للصندوق على " فايسبوك " يمكن لأي شخص أن يحصل على الكثير من المعطيات المتعلّقة به على غرار أرقام الهاتف وعناوين الفروع في كافة أنحاء البلاد وأرقام " الفاكس " وما إلى ذلك من معطيات يستحقّها المواطن لقضاء شأن ما.

وهذا ما فعله أحد المواطنين بأحد أحياء المروج حيث حصل على أرقام فرع " الكنام " وهي الأرقام التالية : 71365053 و 71365154 و 71365201 . ومن حينه انطلق في الاتصال بهذه الأرقام رقما بعد رقم ... وطلّ على تلك الحال يومين كاملين دون أن " يتكرّم "  أي مسؤول من هذا الصندوق  فيردّ على  مكالمات هذا المواطن الذي أكّد لنا أن الهاتف يظلّ في كلّ مرة يرنّ إلى أن يجفّ ريقه فلا من مجيب.

ودون أن أثقل كاهلكم بتفاصيل أخرى قد لا تفيد أحدا أريد أن يفهم ( مثلما يريد هذا المواطن أيضا أن يفهم ) : ما فائدة هذه الأرقام إن كان وجودها كعدمه ؟. هل وضعت لمجرّد الزينة والتباهي أم العيب في من وضعها أو من لا يستعملها عمدا ؟.

ج - م