مهرجان قرطاج الدولي بين الماضي والحاضر

مهرجان قرطاج الدولي بين الماضي والحاضر

بمناسبة الدورة السادسة و الخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، نظمت الهيئة المديرة ندوة صحفية السبت 30 جانفي 2021 بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة، و ذلك بحضور: يوسف الأشخم، مدير عام المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات و التظاهرات الثقافية و الفنية، كذلك عماد العليبي، المدير الفني للمهرجان، و حسان السايس، المكلف بالإعلام، خلافا إلى حضور بعض الفنانين المبدعين و من بينهم: نبيهة كراولي، عادل بندقة، علي يحياوي، نصر الدين الشبلي، سليم بن صافية و ٱسيا الجعايبي.

تعتبر هذه الدورة لمهرجان قرطاج الدولي، دورة خارقة للعادة من خلال تزامنها مع الوباء العالمي كوفيدـ19،خصصت هذه الندوة لتقديم توجهات المهرجان، خياراته، الخطوط العريضة و إنتاجاته و إنتاجاته المشتركة إلى جانب عرض برمجة ما قبل المهرجان و مواعيدها.

ابتدأت الندوة على الساعة الحادية عشر وذلك مع كلمة السيد عماد العليبي الذي تطرق إلى عدة تساؤلات منذ توليه هذا المنصب في جانفي 2020 و تدور هذه التساؤلات حول هوية المهرجان و الأسس التي تقوم عليها، بداياته، غيابه على خارطة المهرجانات العالمية، تساؤلات أخرى أيضا حول البرمجة الصيفية و لما لا لا تكون على مدى السنة بأكملها. كما تطرق إلى موضوع تثمين التراث و الموروث التاريخي لقرطاج وذلك بقوله: ٰقرطاج هو مسرح و تاريخ كبيرٰ. و في هذا الإطار تمت العودة منذ سنة و نصف إلى العمل على الأرشيف و الأفكار التأسيسية لمهرجان الدولي و تم على حد قول عماد العليبي: ٰٰٰ''التنسيق مع المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات و التظاهرات الثقافية و الفنية، جمع كل مواد الأرشيف و الوثائق المتعلقة بالمهرجان من قبل العديد من المؤسسات العمومية لتكون بذلك الخطوة الأولى لإعداد منصة رقمية تسمى ب Media FIC'' وهي منصة خاصة بالمهرجان بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للمهرجانات و تتضمن هذه المنصة: الصور، المقالات الصحفية، التقارير،الأفلام و بعض الشهادات التي تسمى بقرطاج Stories و من ثم ستتم رقمنتها و إتاحتها للجمهور و وسائل الإعلام.

كما ركز المدير الفني على التنوع والاختلاف بين الأنماط الموسيقية مثل الجاز و الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى العالم إضافة إلى المشاريع الفنية التونسية و في هذا السياق أكد عماد العليبي على التعاون الدولي و الإنتاج المشترك و ذلك بقوله: ٰ على مهرجان قرطاج أن يكون مؤسسة للسياحة الثقافية خاصة على إثر الأزمة التي نمر بها ٰ فإختار مهرجان قرطاج الدولي أن يعود للإنتاج بعد أن تم التخلي عنه سنوات مضت، ليعود من خلال عدة عروض تونسية خالصة حيث سنغوص مع نبيهة كراولي الغناء الصوفي في ٰ بحر الصوفية ٰ وهو عرض بالتعاون مع عادل بندقة و كذلك عرض ٰ ديوان الرمل ٰ وهو إنتاج مشترك مع المركز الوطني للفنون الدرامية و الركحية بتطاوين لعلي اليحياوي و لسعد بن عبد الله.

لم ينته الإنتاج المشترك قط، و إنما يتواصل مع عرض ٰ ليلة النجوم ٰ هو عرض فني مشترك بين المخرجة المسرحية ٱسيا الجعايبي و الكوريغرافي، سليم بن صافية، و يتمثل هذا العرض في مسلك فني يقوم بالتعريف بالمواقع الأثرية و تثمين التراث. خلافا إلى ذلك، تطرق مهرجان قرطاج الدولي في دورته السادسة و الخمسين إلى عرض الفنان الشعبي الهادي حبوبة بالتنسيق مع نصرالدين الشبلي.

كما تمكن مهرجان قرطاج الدولي من إبرام إتفاقية مع رئيس فرقة Ennio MORRICONE الذي توفي في جويلية 2020، لتقديم عرض في تونس يوم 21 ماي 2021 بالمسرح الروماني بقرطاج، فضلا عن سارة كوريا صاحبة الصوت الاستثنائي التي سيكون موعدها 22 ماي 2021 بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة.

وقال "يوسف الأشخم" المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية أن قيمة المهرجان الاستراتيجية التي تنخرط في مشروع وطنيّ متكامل وقيمته الفنيّة من حيث التنوّع والمراهنة على مستويات ذوقية وجمالية بمقاييس عالميّة، ساهمت في تحويل هذه التظاهرة، في وقت قصير إثر تأسيسها، إلى حلم العديد من الفنّانين في العالم، ومنعرجا أساسيّا في مسيرة الكثير منهم، ويعود ذلك إلى جملة من العوامل، لعلّ أهمّها قيمة الجمهور على مستوى الذوق الفنيّ، حيث اعتاد على برمجة فنيّة في مستوى تطلّعاته، واكتشافات تفاجئه في كلّ مرّة وتضمن عودته في الدورات القادمة. 

هذه الدورة متنوعة و إستثنائية في الٱن نفسه، حيث نجد الإختلافات الفنية و هذا ما يجعل من تونس ٰ بلدا منفتحا بالأساس ٰ على حد تعبير الأشخم كما أضاف ٰ "مهرجان قرطاج كان و لا يزال من أهم العناصر في السياسة الثقافية فهناك من ينعتها بالترفيه و ٱخرون ببالوعة ميزانية الدولة ٰ فالسؤال المطروح هنا: هل أن المهرجانات اليوم تعتبر مصدر للترفيه أم أنها تمتلك دور ٱخر؟

سارة قماطي

التعليقات

علِّق