من يريد رأس نصاف بن عليّة وهل يجب عليها أن تكذب حتى يرضى البعض عنها ؟؟؟

من يريد رأس نصاف بن عليّة وهل يجب عليها أن تكذب حتى يرضى البعض عنها ؟؟؟


بالرغم من كل ما قامت به من جهود تفوق أحيانا قدرة البشر يبدو أن هناك من يعمل على إبعاد الدكتورة نصاف بن عليّة بكل الطرق لأسباب لا تكاد أو لا يكاد بعضها يستقيم أو يكون منطقيّا على الأقل .
وقد كثر الحديث خلال الساعات الماضية عن " التأثير الخارق " لمستشارة الرئيس نادية عكاشة التي قيل إنها تقف وراء " إرادة " إبعاد نصاف بن علية  بدعوى أنها " تخوّف في الناس " أكثر من اللازم في المدة الأخيرة بخصوص مستجدّات الوضع الصحي في البلاد جرّاء فيروس كورونا .
وفي حقيقة الأمر فإن هذا " السبب " يبدو واهيا وغير ذي بال وربما غير حقيقي بالمرة . أما إذا صحّ فهو يدعو إلى طرح أكثر من نقطة استفهام حول أمور عديدة لعلّ أهمّها كيف تدار الأمور حقيقة في البلاد ومن يملك سلطة القرار وما هو الدور الحقيقي لنادية عكاشة في قصر قرطاج خاصة أنها باتت لا تكاد تفارق الرئيس في كافة تنقلاته وكافة اجتماعاته بصفة تتجاوز مهام مدير ديوان الرئيس في أي بلد من بلدان العالم .
من جهة أخرى يبدو هذا السبب غريبا جدا وهو غير منتظر في زمن  اعتقدنا  فيه  أن التعليمات وتغيير الحقائق وتزييف الواقع قد  ولّت ورحلت مع من صنعوها في عصر ما قبل الثورة . فهل كان يجب على نصاف بن عليّة مثلا أن تكذب على التونسيين وأن تقول لهم إن الوضع الوبائي مستقرّ وإن السماء  صافية والعصافير تزقزق وإن الدولة مسيطرة تماما على الأمور وإنه لا خوف ولا هم يحزنون حتّى  يرضى البعض عنها ؟.
إن نصاف بن عليّة ( وهذا ليس دفاعا عنها هي بالذات بل  دفاعا عن كل مجتهد في هذه البلاد ) اجتهدت وعملت وضحّت وارتقت إلى مصاف المناضلين في وقت صعب جدّا عاشته البلاد وما زالت تعيشه . وقد كانت تلقائية جدا فلا تخفي الحقيقة وتقدّم في المقابل كل النصائح التي ترى أنها مفيدة للتوقي من الوباء . وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن يتم تكريمها في عيد المرأة تم تكريم أخريات لا نعتقد أن بعضهنّ قدّم  للبلاد ربع ما قدمته نصاف بن عليّة .
كل هذا قد لا يكون مهمّا ... فالتكريم الحقيقي لنصاف بن عليّة أو غيرها من المجتهدين هو أن يعرف الناس حقيقة معدنها وحقيقة الجهود والاجتهادات التي تقوم بها لفائدة الناس . لكن أن تصل الأمور إلى حدّ " المطالبة برأسها " لسبب غريب وعجيب مثل الذي ذكرنا فهذا أمر يدعو إلى  الدهشة  ويضع الكثير من الأشياء محل شكّ كبير إلى درجة أن البعض بات يتحدّث عن " عودة التعليمات " والتهديدات الحقيقية التي باتت تهدد حريّة الكلمة عموما في البلاد .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق