بعد وصف مذيعة فرانس 24 تونس "بالمستعمرة الفرنسية" : نحن أحفاد الدغباجي يا " أبواق " الاستعمار

بعد وصف  مذيعة فرانس 24 تونس "بالمستعمرة الفرنسية" : نحن أحفاد الدغباجي يا " أبواق " الاستعمار

بقلم : الناصر الرقيق

لا أعتقد أن ما قالته مذيعة قناة فرنسا 24 يوم أمس خلال تغطيتها لجريمة إغتيال الأستاذ شكري بلعيد كان عن خطأ أو سهو في القول و للتذكير فقد قالت المذيعة بالحرف الواحد تعقيبا على بيان الإدانة الصادر عن الرئيس الفرنسي بأن " تونس المستعمرة الفرنسية " و ما يدعم فيما ذهبت إليه أن الأمر كان مقصود أنها أي المذيعة أو القناة لم تقدّم إعتذارا عن هذا الكلام القبيح كذلك فالبيان الصادر عن الرئيس الفرنسي في إدانته لجريمة الإغتيال تخطّى في لهجته الأعراف الديبلوماسية حيث أن الكلمات الواردة فيه من قبيل " بأقصى عبارات الحزم " تثير إشمئزازنا نحن كتونسيين خاصّة و أننّا لم نقبلها من المخلوع و هو من بني جلدتنا فكيف إذا كانت من " خواجة ".
فقناة فرنسا 24 لم تكن و لن تكون حزينة و متأسفة على إغتيال الأستاذ شكري بلعيد أكثر منّها فالدم الذي أريق و الروح التي أزهقت هما لمناضل تونسي و لذلك فنحن أولى بالحزن و لذلك أولى بالثأر لأننا لم نقبل عزائه قبل أن نثأر له من قاتله و من يدري فربّما تكون الأيادي التي نفّذت هذه الجريمة هي أيادي تونسية لكن لا أعتقد أن العقول التي دبّرت و الجيوب التي موّلت هي كذلك لاننا في تونس لم نتعلّم في مدارسنا القتل و الإرهاب بل كان دائما وافدا علينا من وراء البحار مثلما كان مع الإستعمار الفرنسي لبلادنا و تقتيله أجدادنا و أبائنا و أمهاتنا.
إذن فلا حاجة لنا بتعاطف فرنسا و لا قناتها 24 معنا في هذه المحنة فنحن نعرف كيف سنتجاوزها لأن تونس لديها من الرجال الصناديد الذين لن يتركوها لعبة بيد العابثين من أصحاب الأطماع الإستعمارية و بالمناسبة لو كانت فرنسا لهذه الدرجة متعاطفة و تريد لنا الخير لماذا لا تعتذر عن جرائمها خلال الفترة الإستعمارية ؟ لماذا لا تعيد لنا ما نهبته من كنوز و كتب و مخطوطات إبّان تلك الحقبة ؟ لماذا لا تعيد لنا أرشيفنا القابع في خزانات مكاتبها ؟ لماذا لا تعيد لنا أموال المخلوع و أعوانه ؟ لماذا لا تسوّي أوضاع المهاجرين التونسيين الذين تقوم بترحيلهم كلّ يوم ؟
يجب أن تعلم فرنسا و عبيدها أننا أحفاد الدغباجي و بن سديرة و الجربوع و بن خليفة الذين أذاقوا فرنسا رفقة أبطال تونس الذلّ و المهانة خلال حرب التحرير كما يجب عليها أن لا تنسى أن تونس للتونسيين فقط و تحديدا الوطنيين منهم أمّا العملاء و الخونة فلا مكان لهم هنا و كما أن جدودنا حرّروا هذا الوطن من إستعماركم العسكري المباشر فإننا بعد الثورة بدأنا معركة التحرير الثقافي بفكّ الإرتباط بيننا و بين " الفرنسة " و ها نحن اليوم بصدد " تونسة " تونس و عقول أبنائها التي لازالت قناة فرنسا 24 تخالها مستعمرة فرنسية لكن " يبطى شويّة " كما يقال بالعاميّة التونسية التي تبقى في كثير من الأحيان معبّرة و تستحقّ أن نردّ بها على هؤلاء.
فقط أريد أن أتسائل في الأخير كيف يسمح الصحفيون التونسيون العاملين فقناة فرنسا 24 بهذه المهازل و كيف يتحدّث عن بلادهم بتلك الطريقة و لا يحرّكون ساكنا كما أنّي أتسائل لماذا تلك الجحافل من المثقفين و الكتاب و الإعلاميين شنّوا حملة على أحمد منصور و طالبوه بالإعتذار لأنهم إعتبروه قال ما لا يجب قوله في حقّ بورقيبة في حين لم نراهم يفعلون ذلك مع من تعدّى على كرامة تونس ربّما يكون الوقت مبكّرا ليفعلوا ذلك لكن سننتظر و نرى.
 

التعليقات

علِّق