في تحليل لخطاب منجي الرحوي : " هذيان ... تناقضات .. وعدم الثبات على المبدأ "
خلّفت مداخلات النواب خلال الجلسة البرلمانية التي انعقدت أمس الإربعاء لمناقشة الديبلوماسية التونسية والتدخل الأجنبي في ليبيا ، ردود أفعال في الشارع التونسي .
وتباينت المواقف والآراء لدى عديد النقاد والمحللين السياسيين حول خطابات ومواقف بعض القيادات السياسية لعل أبرزها مداخلة منجي الرحوي النائب عن حزب الديمقراطيين الوطنيين الموحد التي جلبت انتباه بعض النقاد ومن بينهم الصحفي والخبير في علم النفس جمال الدين الهاني الذي نشر تحليلا مفصلا لخطاب الرحوي فيا يلي نصه :
استمعت الى ثلاث دقائق من مداخلة الرحوي ، فانتابتني الهلع من عدد التناقضات وغياب الوعي بها، فكأنني ازاء هذيان فقد فيه الشخص اي علاقة بالواقع ، بل اي علاقة بجسده والجهاز الحسي الذي يلتقط المعلومات عن طريق « خلايا التلقي " ...
التناقض الاول : تناقض مبدئي
الرحوي تحدث عن ديبلوماسية الحياد وعدم الاصطفاف ولكنه قام بعكس ما يطالب به رئيس البرلمان تماما : حيث تدخل في الشأن الليبي وقدم موقفا من السراج ، واعتبر وحكومة الوفاق غير شرعية واعتبرها إسلامية في حين انها هزمت الإسلاميين منذ اربع سنوات....
التناقض الثاني : تناقض استراتيجي :
الرحوي قدم حكومة السراج كحكومة مدعومة من فرنسا في حين ان الجميع يعرف ان فرنسا عدوة حكومة الوفاق بل انها تحاربها بالسلاح على الميدان وتساند المشير حفتر بكل وضوح
التناقض الثالث : تناقض تاريخي ومنطقي :
الرحوي اعتبر من ناحية ان الأتراك قدمو العالم العربي للاستعمار الغربي في حين ان القوى الأوروبية كانت تحارب الباب العالي وان العرب هم من ساند أوروبا ضد الأتراك
ثم اعتبر من ناحية اخرى ان تركيا تريد اعادة تقديم العالم العربي للغرب واتهمها في نفس الوقت بمحاولة تحقيق الخلافة العثمانية اي بافتكاك العالم العربي من أوروبا !
يمكن ان ينتج عن ذلك عدد من التناقضات الفرعية اذا أضفنا لذلك صراع تركيا ضد فرنسا
التناقض الأخير : تناقض اخلاقي :
الرحوي الذي طالب بالحياد لم يقم فقط بالتدخل في شان دولة اجنبية بل هو قام بأكثر مما اتهم به الغنوشي : هو قام بتبيض غير مباشر لحفتر الذي لم يتعرض له بتاتا: وهذا عين الخرق للديبلوماسية التونسية
ولكن التناقض بين القول والفعل هو في زيارة نفس الشخص لبشار الأسد : في خرق ليس للحياد فقط بل لقيم حقوق الإنسان التي يضيف الى تناقضاته بادعاء الدفاع عنها وعن ا لمشروع الماركسي في نفس الوقت
التعليقات
علِّق