أولويات تونس الآن : الدولة تنتج وتروّج " الزطلة " والمساواة في الميراث وإعادة " إحياء " الأصنام ؟؟؟

أولويات تونس الآن : الدولة تنتج وتروّج " الزطلة " والمساواة في الميراث وإعادة " إحياء " الأصنام ؟؟؟

لا شكّ أن كافة مشاكل هذه البلاد قد انتهت وأصبح التونسي يعيش في بحبوحة تحسده عليها كافة الشعوب الأخرى . ولا شكّ أيضا أنه قد حان الوقت لنلتفت إلى المشاكل الجانبية أو حتى التافهة لنجعل منها أولويّتنا المطلقة إلى درجة أن البعض بات يبني عليها برامج انتخابية فاقت في سخافتها وتفاهتها كافة السخافات والتفاهات .
وعلى سبيل المثال فقد نظّم  " الائتلاف من أجل تقنين القنب الهندي " طاولة مستديرة  دعا إليها ضيوفا وأنفق على تنظيمها من أجل ماذا ؟ . من أجل موضوع ملحّ وحارق ولا يحتمل التأجيل وهو " أفق تقنين القنب الهندي في تونس" . و قد أشرقت الأنوار في هذا الحدث العظيم بحضور  النائبة عن كتلة الحرة خولة بن عائشة و  رئيس حركة قرطاج الجديدة  نزار الشعري  المرشّح لرئاسة تونس و رئيس حزب " الورقة " قيس بن حليمة إضافة إلى نشطاء حقوقيين و جامعيين.
وليس هذا فقط إذ استضاف معزّ بن غربية  صاحب الورقة  أو رئيس حزب الورقة على قناة " قرطاج + " فبشّر التونسيين بأنه لا حلّ للقضاء على " الزطلة " أو المخدرات بصفة عامة إلا من خلال تقنين إنتاجها واستهلاكها . وقد سانده في ذلك هيثم المكّي الذي دعا صراحة إلى " الكفّ عن معاملة المروّجين والمستهلكين كمجرمين وضرورة أن تعوّض الدولة المنتجين والمروّجين فتنتفع بأموال يمكن أن تنفقها في مآرب أخرى على غرار الصحة والوقاية من المخدرات ومعالجة المدمنين ".
وبكل صدق هناك حقيقتان بالنسبة لي : إما أن مخّي هزل وضعف ولم يعد قادرا على فهم تفكير هؤلاء العباقرة وإما أن أمخاخهم مركّبة " على الشمال " بحيث يمكن أ يصدر عنهم أي شيء وفي أي وقت . لكن الثابت لديّ ولدى الآلاف من التونسيين أن الأمر ليس مجانيا وأن أطرافا خفية ( وبعضها ظاهر ) تحرّك خيوط اللعبة إذا لا يعقل أن تتزامن هذه الدعوات في وقت تشهد فيه البلاد أولويات أخرى بعيدة كلّ البعد عن " تقنين الزطلة ". ولعلّ الثابت أيضا أن نزار الشعري على سبيل المثال بات يحمل " برنامج يدوّخ " في سباقه نحو الرئاسة وهو " برنامج الزطلة " وقد يكون استلهم ذلك ممّن سبقه إلى قصر قرطاج مستعملا هذا " السلاح " إلى جانب سلاح التخويف من النهضة ... وبمجرد أن وصل إلى القصر وضع يده في يد من كان بالأمس يصوّرها على أساس أنها غول سيأكل التونسيين أجمعين .
وغير بعيد عن هؤلاء العباقرة لا تكاد بشرى بالحاج حميدة تفوّت فرصة دون الحديث عن " مشروع القرن " الذي يريد رئيس الجمهورية تمريره مهما كان الثمن وهو المساواة في الميراث . ولا تكاد تفوّت فرصة دون أن تلوم نوّاب الشعب على " تقاعسهم " في النظر في هذا المشروع العظيم والمصادقة عليه . ولم يفوّت " صاحب المشروع " أيضا الفرصة فأغتنم انعقاد مؤتمر نداء تونس بالمنستير ليذكّرنا جميعا بأنه قدّم لهذا الشعب أحد الإنجازات العظيمة ( مشروع المساواة ) إلى جانب إنجاز لا يقلّ شأنا وعظمة ( والكلام له إن لم يكن بالحرف فبالمعنى ) وهو إعادة " صمبة بورقيبة " إلى شارع بورقيبة .
ودون أدنى شكّ فإن الحديث عن " عباقرة " هذا الزمن المعكوس سيجرّنا إلى الحديث عن غي هؤلاء وهم كثر للأسف . لكن سنكتفي الآن بهؤلاء في انتظار عودة إلى الآخرين . ويبقى في  النهاية السؤال المعضلة : هل إن أولويات تونس الآن " الزطلة " أو بالأحرى تقنينها والمساواة في الميراث وإعادة تماثيل ( أو أصنام أو سمّوها كما تشاؤون ) إلى العاصمة والمدن الكبرى ؟؟؟.
جمال المالكي
 

التعليقات

علِّق