نظّم المجمع المهني للبستنة والمهن الخضراء التابع لمنظمة " كوناكت" مؤخرا ندوة تحت شعار " مدينة الغد من أجل تونس خضراء" ‏ بحضور مدير ديوان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ورئيس منظمة " كوناكت" وممثل وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية وعدد من أهل المهنة في قطاع البستنة والمهن الخضراء.
وقال محمد بالشيخ رئيس المجمع إن الغاية من الندوة هي التباحث حول سبل تطوير القطاع وإنقاذه من الضياع باعتباره سندا بارزا للتنمية الاقتصادية. وأضاف أنه خلال السنوات الماضية  بدأت بلادنا تفقد جانبا هاما من صفة " الخضراء" التي ترسّخت منذ الاستقلال بفضل تطور المناطق الخضراء بالساحات والحدائق العمومية في أغلب مدن البلاد وهو ما ساهم في إضفاء جمالية على صورة البلاد.
وقد  لوحظ في السنوات  الأخيرة أن عديد المناطق الخضراء العمومية بكامل الجمهورية تعرضت إلى ما يشبه عملية التشويه  حيث اختفى بعضها ووقع الاستيلاء عليه وذبلت الأشجار والنباتات في البعض الآخر .. وكل ذلك  بسبب غياب العناية بها من قبل  السلط المعنية وتحديدا البلديات ووزارتي البيئة والتجهيز. ورغم صيحات الفزع الدعوات الملحة  الصادرة عن أهل المهنة عبر مجمع " كوناكت  " لإيلاء الموضوع أهميته حتى تسترجع المدن مناطقها الخضراء العمومية  فإن تلك الدعوات  لم تلق  آذانا صاغية وهو ما كان له تأثير سلبي كبير على المهنة وعلى نشاط المؤسسات العاملة فيه حيث أغلق بعضها والبعض الآخر مهدد اليوم بالغلق وأحيل المئات بسبب ذلك على البطالة وانسدت الآفاق أمام الخريجين الجدد في اختصاص البستنة والعناية بالمناطق الخضراء خوفا من بعث مشاريع فاشلة .
وأضاف محمد بن الشيخ ان العناية بالمناطق الخضراء العمومية كانت تمثل بالنسبة لمؤسساتنا سندا هاما بالنظر إلى ما توفره من فرص هامة للنشاط والحركية داخل القطاع لكن ذلك أصبح غير متاح اليوم في ظل تراجع اهتمام الدولة بالمساحات الخضراء العمومية. ودعا بن الشيخ إلى وضع خطة متكاملة من  قبل الدولة للعناية بالمناطق الخضراء العمومية وإيلائها أهمية كبرى في ميزانية الدولة حتى تتمكن مؤسسات قطاع البستنة والمهن الخضراء من مواصلة البقاء ولا تضطر للغلق وإحالة العاملين فيها على البطالة.
ومن جهته دعا طارق الشريف رئيس منظمة " كوناكت" أهل القطاع إلى الاستفادة من الوضع الجديد للبلديات لبحث سبل التعاون معها في مجال العناية بالمناطق الخضراء. كما وعد مدير ديوان وزير الفلاحة بمدّ يد المساعدة للقطاع وللعاملين فيه نظرا لأهميته في إعطاء صورة جيدة للبلاد وللسياح الأجانب فضلا عن مساهمته في تحريك الدورة الاقتصادية في البلاد .