" علي شورّب " الفردة الضائعة لأولاد مفيدة ... غايته " نبيلة " وهي تربية الأطفال على الانحراف والموبقات السبعة

" علي شورّب " الفردة  الضائعة لأولاد مفيدة ... غايته " نبيلة " وهي تربية الأطفال على الانحراف  والموبقات السبعة


في أيّة خانة يمكن أن نصنّف المسلسل الذي شرعت   قناة " التاسعة " في بثّه في شهر رمضان ؟. هل هو مسلسل تاريخي ؟. معاذ الله وحاشى للتاريخ أن ينزل إلى هذا المستوى . هل هو عمل درامي يروي قصّة ما ويرمي إلى هدف ينفع البلاد والعباد ؟. قطعا لا ... صحيح أنه يروي قصّة اختلفت الآراء حولها بين من يقول إنها تعكس الشخص المعني بها وبين من يقول إن المشرفين على هذا العمل بالغوا في " تنظيف " القصة  حتى تؤدّي الدور المراد لها ... وفي الحالتين فهي لا نعتقد أنها تنفع البلاد والعباد .
وبين هذا وذاك هناك سؤال لابدّ منه وهو : ما أوجه الشبه بين " أولاد مفيدة " و " علي شورّب "  وهل يمكن اعتبار هذا الأخير واحدا من هؤلاء  الذين أراد لهم صانعوهم أن يكونوا قدوة للشباب في هذه البلاد ؟.
أما الإجابة فلا أظنّ أنها تستحق  أو تفترض عبقرية أو ذكاء خاصا . فقد جاء مسلسل " أولاد مفيدة " في سياق معيّن يهرول فيه بعض الفاعلين السياسيين والإعلاميين إلى  " التطبيع " مع استهلاك المخدرات ومع الجريمة عموما ومع المثلية الجنسية  والحمل خارج إطار الزواج والكلام البذيء  وكل ما يمكن اعتباره دخيلا على مجتمعنا ... جاء ليجعلنا نتعوّد على أحداثه خاصة أن  " المفكّر الأوحد " في قناة الحوار التونسي حاول جاهدا أن يوهمنا وأن يقنعنا بأنه لم يأت بشيء من عنده وأن كل ما تعرّض له المسلسل موجود حقيقة وواقعا في مجتمعنا . وقد تغافل وتناسى  ( بحكم الغايات الخبيثة التي يرمي إليها ) أن ما صوّره لا يمثّل أكثر من 5 بالمائة من المجتمع التونسي وأنه لا يوجد إلا لدى أوساط اجتماعية معيّنة وليس عند عامة الشعب ... وباختصار شديد جاء المسلسل ليساهم " مشكورا " في تدمير ما تبقّى من قيم  ومبادئ وأخلاق في المجتمع . وللأسف الشديد فقد نجح ولو بصفة جزئية في هذه المهمّة في غياب الإعلام البديل الذي يصلح ما يفسده سامي الفهري وأمثاله ... ولكم أن تلاحظوا كم أصبح لمفيدة من ولد بعد أن كان أولادها 3 لا غير...
وما " علي شورّب " فهو في النهاية  " فردة " أضيفت إلى أختها عسى أن تنهي ما تبقّى من مهمّة أختها  ( أولاد مفيدة ) . وبقطع النظر عن الحقيقة والخيال في كل ما يتناوله هذا المسلسل فإن المراد منه أن يكون صاحبه قدوة الأطفال والشباب  ... وقد لاحت البشائر منذ اليوم الأول للبثّ ( ما شاء الله ) ... يحدث كل هذا في ظل صمت رهيب خاصة من قبل أطراف كان عليها أن تحارب " بالكرطوش " كي تمنع بثّ هذه الكوارث المدمّرة على قنواتنا .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق