الحلقة 6 من مسلسل شكري بلعيد : هل يمكن للتونسيين أن يصدّقوا أن سامي الفهري يهتمّ بالثقافة ؟

في سهرة الأمس الاربعاء بلغ مسلسل " داري ديكو دار الثقافة شكري بلعيد " حلقته السادسة في تقديم مصوّر ومفصّل لكل ما فعله البرنامج في تلك الدار التي لا أحد ينكر أنها كانت خرابا وأصبحت " شيء آخر" بفضل البرنامج الذي يبدو أنه أخذ دور وزارة الثقافة وسجّل هدفا في مرماها لا يمكن أن تنساه أبدا . ولا نعتقد أن أحدا يمكن له أن ينكر هذا الإنجاز لكن لا يمكن أيضا أن نتغافل عن الرأي الآخر الذي يقوله البعض سرّا والبعض الآخر جهرا وهو : متى كانت الثقافة من اهتمامات قناة الحوار التونسي عموما ومن اهتمامات سامي الفهري بالخصوص ؟.
وفي الحقيقة ليس صعبا على أي مخلوق في هذه الدنيا أن يكتشف خلال أسبوع واحد من مشاهدة هذه القناة أيّ نوع من الثقافة يريد سامي الفهري ومن معه في الصورة أو خلفها أن يزرعوا في هذه البلاد . وليس صعبا أن يكتشف أي شخص أن الأسس التي يقوم عليها " البرنامج الثقافي للعلّامة الكبير سامي الفهري " واضحة وهي قتل كل ما يمتّ بصلة إلى العمل والكدّ والاجتهاد مقابل زرع ثقافة الكسل والتواكل والنوم والتعويل على ألعاب الحظ التي جعلت الكثير من شبابنا وكذلك من كبارنا ينساقون وراء هذه الكذبة التي لم تأت لنا هكذا بصفة اعتباطية بل هي جزء من برنامج عالمي تشترك فيه عدّة أطراف لضرب ما تبقّى من قيم في المجتمعات العربية ... وللأسف الشديد هناك من يخدم هذه البرامج الخبيثة داخل المجتمعات العربية ذاتها . كما يقوم " البرنامج الثقافي الثوري " لسامي الفهري ( بما أنه المفكّر الوحيد في القناة ) على تعويد المشاهد شيئا فشيئا على كل ما من شأنه أن يحرج أفراد العائلات من خلال الصور والمشاهد والألفاظ المستعملة والحكايات التي تبثّ في البرامج تحت ذريعة أنها موجودة في المجتمع ... إلى غير ذلك من أدوات تحاول من خلالها القناة أن تضرب مجتمعنا في مقتل في ظل صمت غريب من الذين عليهم أن يحموا هذا المجتمع وفي ظل تواطؤ بعض الأطراف التي لا تفهم شيئا مع الدولار أو " اليورو " .
وحتى لا أطيل عليكم وحتى لا تنطلي الحيلة على البسطاء أقول إن آخر طرفة يمكن أن نصدّقها هي أن سامي الفهري يهتمّ بالثقافة ويشجّع الثقافة وأهل الثقافة هكذا لله وفي سبيل الله . وفي المقابل يجب أن نعترف بأنه خبيث وذكيّ ويدرك جيّدا أن ما فعله برنامج " داري ديكو " في دار الثقافة شكري بلعيد سيجني منه أضعاف ما تمّ إنفاقه بالإضافة إلى التسويق الكبير للقناة من خلال رمز من رموز البلاد وهو شكري بلعيد . أما الآن فأجيبوني عن هذا السؤال : من استفاد أكثر من صاحبه من دار الثقافة بجبل الجلود : شكري بلعيد أم سامي الفهري ؟. أنا أعرف الإجابة وأنتم ؟.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق