شهادة " صادمة " لوالدة سائق الكواد ... تقتل الطبيبة هاجر شاكر مرة أخرى ..!

شهادة " صادمة " لوالدة سائق الكواد ... تقتل الطبيبة هاجر شاكر مرة أخرى ..!

 


رغم مرور قرابة السنة على الحادثة الأليمة التي جدت في أحد شواطئ مدينة نابل، وأسفرت عن وفاة الطبيبة هاجر شاكر اثر دهسها من قبل شاب كان يقود " كواد " على الشاطئ  وأحال زوجها على العناية المركزة في مأساة خلّفت طفلين يتيمين، الا ان القضية مازالت تثير الكثير من الجدل في الشارع التونسي، خاصة أن زوج الضحية عبّر في أكثر من مناسبة عن استيائه من الاحكام القضائية الصادرة ضد الشاب سائق " الكواد " بعد أن حكم عليه بسنة سجنا بتهمة القتل على وجه الخطأ .
وكان زوج الضحية توجه طيلة الاشهر الاخيرة  بنداءات استغاثة في عدد من وسائل الاعلام للتعبير عن غضبه واستيائه من الاحكام القضائية، معتبرا  أن وفاة زوجته كانت بمثابة جريمة قتل عمد ولم يكن مجرد حادث أو قتل على وجه الخطأ  لان الشاب كان متهورا ولم يستجب لنداءاته المتكررة بضرورة الابتعاد عن الشاطئ قبل ان يدهس زوجته وييتّم طفليه ..
كما عبر عن صدمته من قرب الافراج عن الشاب الذي ارتكب الحادث وتسبب في " تحطيم " عائلة بأسرها وتحويل حياتهم الى " جحيم " .
الجديد في الملف أن برنامج " حكايات " تونسية تعرّض في سهرة الأمس الاثنين الى موضوع " القتل على وجه الخطأ " ، حيث تناول جملة من الحالات والشهادات لبعض الاشخاص الذين ارتكبوا حوادث قاتلة دون قصد .
ومن بين الشهادات التي ظهرت في الحلقة ، نذكر والدة الشاب " سائق الكواد " ، حيث روت القصة من وجهة نظرها بطريقة أثارت ردود افعال عنيفة على شبكات التواصل الاجتماعي .
وقد ذهبت اغلب الاراء الى انتقاد طريقة تناول والدة الشاب السائق لحادثة وفاة الطبيبة، بطريقة اعتبرها كثيرون انها تجردت من الانسانية وبالغت في الدفاع عن ابنها المتهوّر .
والدة الشاب استعرضت في مداخلتها كيف كان ابنها "مدلّلا " ويعشق ركوب الدراجات النارية الكبرى، ثم اشترت له وفق روايتها وتحليلها الخاص طبعا " كواد " حتى لا ينحرف !
وخلال حديثها عن الواقعة قالت الأم انها تعرضت لصدمة كبيرة يوم بلغها خبر تعرض ابنيها الى حادث الى درجة ان " عشاها تحرق " !!
والدة الشاب المتهور واصلت الدفاع عن ابنها مؤكدة انه مظلوم ولم يكن متهورا وانه سقط من " الكواد " التي واصلت سيرها لقرابة 35 مترا قبل ان تدهس الطبيبة وزوجها .
كما طالبت المجتمع التونسي بالكف عن الاساءة لعائلتها وابنها وعدم التشهير به عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي ، لكنها تحدثت بطريقة تثير الاستياء الى روح الطبيبة الضحية وتناست ما لحق  عائلتها وزوجها وابناءها من الام واوجاع ...
ما عرض في الشهادة، صنفه آلاف التونسيون تبييضا لجريمة نكراء وتمييعا لملف حارق في حادثة أزهقت روحا بريئة لم تلق انصافا قضائيا..ولا تحسيسا اعلاميا لاعادة الاعتبار واسترداد حقوق عائلتها..وهو ما يستوجب التنبيه الى اساءة مضاعفة للفقيدة وعائلتها تستوجب تعديل الرمي واعطاء قيصر ما لقيصر بعيدا عن الروايات العاطفية واستدرار الدموع للتلهية عن حجم الجرم المرتكب..

شكري الشيحي

 

التعليقات

  • Soumis par sidi lafi (non vérifié) le 4 جويلية, 2018 - 17:22
    يصحح الشيخ يوسف القرضاوي – حفظه الله- الفهم المعوج للقضاء والقدر عند البعض، فيقول: ” رضا الإنسان عن الله، وعن السير العام للكون والحياة. لا يستلزم الرضا عن كل ما يراه على مسرح الحياة من شذوذ وانحراف جزئي مصدره هذا الإنسان المكلف المختار. إن رضا الإنسان عن السيارات وركوبها، ليس معناه الرضا عما تسببه من حوادث، وما يرتكبه سائقوها من مخالفات لقواعد المرور وآداب الطريق. لقد رضي المؤمن عن نظام الله في الكون. ومن هذا النظام ما منح الله من عقل واختيار للإنسان على أساسهما يتحمل المسئولية، ويكون أهلاً للزجر والثورة عليه، وتأديبه وتقويمه. فالمؤمن راض عن نظام الوجود، ساخط على انحراف الإنسان الذي لم يقم بشكر الله على نعمة العقل والإرادة التي منحها. بل سخر نعمة الله في غير ما خلقت له. وهذا السخط على الشذوذ والانحراف البشري سخط يرضاه الله، بل يأمر به، ويتوعد المهدرين له، والساكتين عنه، بالعذاب الشديد (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم) (هود: 116) (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون) (المائدة: 78، 79). [الإيمان والحياة، القرضاوي، ص 154].

علِّق