مهرجان بوقرنين : من الإشعاع والإقلاع ... الى حلبة للصراعات السياسية وفضاء للإهمال !
في الماضي القريب ، كان مهرجان بوقرنين الدولي متنفّسا هامّا لدى سكان الضاحية الجنوبية والمناطق المجاورة لما يتميّز به من عراقة وثراء في محتوى العروض الثقافية والترفيهية ، الى درجة أن أغلب دوراته في الثمانينات والتسعينات كانت نسخة مطابقة للأصل من مهرجان قرطاج الدولي .
لكن ومع هبوب رياح الثورة ، ما انفكّ هذا المهرجان العريق يفقد اشعاعه بعد تراجعه على جميع الأصعدة وفشل أغلب العروض في الدورات الاخيرة وذلك لعدة أسباب ، لعلّ أهمها غياب الدعم الضروري من وزارة الثقافة و" القاء كرة الدعم " في مرمى السلط المحليّة ، فضلا عن عزوف تام للمستشهرين ، مما فتح الباب امام كل من هبّ ودبّ للتسلل لادارة المهرجان وتولي المناصب فيه بكل سهولة بعد ان كان يضمّ قامات مديدة واسماء كبيرة على غرار منصف الشطي وعبد المنعم بالحاح ونور الدين الخروبي والمنذر الجبنياني والهادي بن اسماعيل .
اليوم سيناريو الفوضى والاهمال الذي شهده مهرجان بوقرنين الدولي السنوات الاخيرة يتكرّر ، والى غاية كتابة هذه الاسطر لم يتمّ اختيار الهيئة التي ستشرف على الدورة الحالية بعد اعتذار الاعلامي حاتم بن عمارة ، ووجود قائمة مترشحة وحيدة لا تحتوي على كفاءات واغلب الاسماء الواردة فيها لا تملك الخبرة التسييرية ولا الادارية في الشأن الثقافي .
ووسط كل هذا التململ بات من الصعب على أي هيئة جديدة اختيار عروض فنية وثقافية كبرى ، باعتبار ان اغلب الاسماء الكبيرة أنهت تعاقداتها منذ شهر فيفري الماضي ، ونظرا لضيق الوقت لان الاعداد لمهرجان دولي عريق في حجم مهرجان بوقرنين يتطلب التحضير له منذ اشهر وليس اسابيع قليلة قبل انطلاقه ، وهو ما قد يتسبب في امكانية الغاء المهرجان - وهذه فضيحة كبرى لوزارة الثقافة - أو تسليم مقاليد التسيير للمندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس أو الموافقة على القائمة الوحيدة التي ترشحت رغم كل ما تحتويه من تحفّضات .
وامام كل هذا الغموض والوضع المتأزم الذي وصل اليه مرجان بوقرنين الدولي ، بات من الضروري أن يتوحّد أبناء ورجالات حمام الانف لانقاذ هذا الصرح الثقافي ، بعد أن تحوّل في السنوات الاخيرة الى حقل للصراع السياسي وفضاء للمجاملات والعروض الثقافية والمسرحية الفاشلة .
ش.ش
التعليقات
علِّق