دجابو يغادر الافريقي : جنى المحبة والنجومية .. لكنه حاد عن " العقلية "

كما كان مرتقبا ، شهدت الزيجة الفنية بين النادي الافريقي ومحترفه الجزائري عبد المومن دجابو يوم أمس حلقتها الأخيرة بانفصال جعل اللاعب في حل من كل ارتباط ويقرر العودة من حيث أتى ذات صائفة قائضة الى وفاق سطيف..
بلغة الارقام وبعيدا عن العاطفة ، فإن الإفريقي لم يجن طيلة ثلاث سنوات مع دجابو سوى لقب البطولة للموسم الكروي الفارط الذي غاب "ماموش" عن حلقاته الأصعب بداعي الاصابة حين اختار ذات مرة مشاركة رفاقه في الجزائر في مباراة كلفته اصابة لعينة تضرر منها الافريقي بعد افتقاده لاعبا يعدّ الأغلى في بطولتنا ماديا وفق مصادر مطلعة على الأرقام الفلكية التي يتقاضاها..
دجابو ودون اجحاف في حقه أو استنقاص من خصاله هو لاعب مهاري متميز، لكنه هو من انتفع من الافريقي ولن يشكّل خروجه نهاية العالم في فريق أنجب المرحوم الشايبي وصدّر لكرتنا فوزي الرويسي وتقمص زيه عدة لاعبين مهرة كليمام وكماتشو والسليمي وغيرهم ممن يفوقون نجم الجزائر تعلقا ووفاء للجمعية..
ابن سطيف ماطل مرارا ولم يلتزم بضوابط عقده ، ففي الصائفة الماضية خيّر الراحة والاستجمام بعد " مونديال " البرازيل ولم يلتحق بزملائه إلا في حدود الجولة السادسة ، كما انه كان خارج اطار الخدمة في المسابقة القارية حين استحقه الافريقي لمقارعة كبار القارة، وقد حرم المدرب سانشاز من خدماته بسبب العقوبة المسلطة عليه من " الكاف " بخمس مقابلات ليجد الافريقي نفسه يقارع الاهلي المصري في مباراة صعبة جدا في غياب نجم الفريق الأول .
سيناريو بداية الموسم كرّره " ماموش " مع الافريقي في آخر الموسم ، حيث غاب عن المواجهات الحاسمة في دربي العاصمة ثم " موقعة " جرجيس " فضلا عن مباراة كأس تونس ضد النجم الساحلي ليمرّ مرور الكرام بكل تلك المواعيد الهامة مستفيدا من عشق " شعب " الافريقي له وهو الذي كان على وشك الالتحاق بالترجي قبل 3 سنوات قبل ان يحوّل رئيس الافريقي سليم الرياحي وجهته الى باب جديد دون الحديث أيضا عن احتجاب دجابو عن تشجيع زملائه في تنقل " الشلف رغم تواجده في الجزائر وغيابه عن مباراة التتويج ضد الترجي الجرجيسي وغيرها من المواعيد الهامة الاخرى ..
وفق أعراف الكرة فانه لا طائل من الاحتفاظ بلاعب لا يرغب في المواصلة وهذه حقيقة ثابتة خصوصا وأن اللاعب لن يستعيد فورمته الا بعد عدة أسابيع إن لم تكن أشهر وهو الذي قارب الثلاثين من العمر وسيحتفل بعيد ميلاده التاسع والعشرين يوم 31 جانفي الجاري ، كما أنه لاعب مكلف جدا من الناحية المالية ولا أمل لاحقا في تسويقه خارجيا بمبلغ كبير، واذا ما ساهم غيابه في نهاية الموسم الفارط في "انفجار كروي" لعماد المنياوي، فان السيناريو يتكرر حاليا مع بسام الصرارفي وعدة لاعبين آخرين والأكيد أن نادي باب الجديد لن يعجز عن الاتيان بمثيل دجابو وحتى من يفوقه مهاريا وخاصة في جانب التعلق بالجمعية ، علما أن الافريقي استفاد ماديا من التفريط في دجابو الى جانب انتدابه لاعبا من وفاق سطيف وفق ما تؤكده مصادرنا الخاصة .
ختاما ، يبقى دجابو لاعبا متخلّقا و من أمهر اللاعبين الاجانب الذين مرّوا بالبطولة التونسية ومن الجحود انكار فضله في انتصارات الافريقي في عديد المقابلات وقد يكون اختار الوجهة التي تراعي مستقبله الرياضي ، لكن في جميع الاحوال فإن مصير النادي الافريقي لم ولن يقف يوما على أي لاعب مهما علا شأنه .
شكري الشيحي
التعليقات
علِّق