سمير الوافي يتنكّر لزملائه الذين ساندوه وبعضهم " كلا البخس " بسببه !
استضاف نوفل الورتاني يوم السبت الماضي في برنامج " لاباس " زميله سمير الوافي الذي قال إن أغلب الصحافيين أبدوا شماتتهم فيه عندما كان في السجن وإن الوحيد الذي وقف إلى جانبه وإلى جانب عائلته في محنته كان صالح الحاجة . ودون الدخول في متاهات قد لا تفيد أحدا دعونا نوضّح للناس أجمعين أن ما قاله الوافي مغالطة تدخل في إطار الجحود ونكران الجميل . فخلال إقامته في السجن تعاطف معه الكثير من الزملاء وامتنع البعض الآخر عن التعليق خشية أن تفهم تعاليقهم على أنها شماتة فيه وأنا كنت واحدا من هؤلاء الممتنعين . وإذا أراد الوافي أن نذكّره ببعض الأسماء فلا بأس . ففي " الحصري " بالذات نشرنا على لسانه أو على لسان شقيقته أميرة العديد من الأخبار والرسائل ولم ينقطع الإتصال مع أميرة أبدا حتى غادر سمير السجن وكنا من المساندين له في محنته. أما أكبر مثال على أن الكثير من الزملاء تعاطفوا معه ( كلّ من زاويته ) ما قام به الزميل صلاح الطرابلسي الزميل بجريدة الصريح الذي تبنّى قضيّته أصلا ومضى إلى حدّ أن نزع صورته الخاصة في صفحته على " الفايسبوك " وعوّضها بصورة سمير الوافي وتلقى بسبب ذلك سيلا لا يستهان به من الإنتقادات ولم يعد الأمور إلى نصابها إلا بعد أن غادر الوافي السجن .
وفي الواقع ليست المرّة الأولى التي يتعمّد فيها سمير الوافي الجحود والنكران . وهنا أريد أن أذكر لكم حادثة يعرفها الكثير من الزملاء الذين يعرفونه ويعرفونني وخاصة أولئك الذين عملوا في صحيفة " أحبار الجمهورية " في تسعينات القرن الماضي . فعندما كان الوافي في قناة حنّبعل استضاف مدير هذه الجريدة المنصف بن مراد وتحديدا في برنامج " هذا أنا " الذي ورثه عن علاء الشابي الذي غادر القناة آنذاك . وقام الوافي بتقديم ضيفه على أساس أنه أستاذه الكبير الذي علّمه الصحافة وأتاح له الفرصة وفتح له الطريق في عالم صاحبة الجلالة ... إلى غير ذلك من عبارات المديح المعروفة . وبدوره قال مدير الجريدة منذ البداية إنه ضحّى وتعب من أجل أن تقف الجريدة على ساقيها وإن شخصا واحدا ( لا فائدة في ذكر اسمه ) هو الذي ساعده وحمل معه أذن القفّة حسب تعبيره حرفيّا والحال أنه فسخ في لحظة مجهودات فريق كامل من صحافيين وتقنيين ومتعاونين ومراسلين وموزّعين كان لهم الفضل في بلوغ الجريدة المرتبة الأولى في الأسبوعيات في تلك الفترة وأن الشخص الذي تحدث عنه جاء بعد هؤلاء جميعا ووجد الطريق مفروشة بالورود عكس ما كنّا نجده من عراقيل ومشاكل وأشواك . وللتاريخ والحقيقة أذكر أن سمير الوافي كان يقول في مجالسه الخاصة والعامة قبل تلك الإستضافة إن أستاذه الذي علّمه وفتح له الطريق في عالم الصحافة هو جمال المالكي . لكن المصالح المشتركة بين بن مراد والعربي نصرة أجبرته على ذلك التقديم المغاير للحقيقة . وللتاريخ أيضا أذكر أن الوافي وعندما اتصلت به معاتبا قال لي بالحرف الواحد إنه كان مضطرّا وإنه في قرارة نفسه ما زال على موقفه السابق . وللتاريخ أقول أيضا إنه جاء ذات يوم من سنة 1993 على ما أذكر وكان مقرّ الجريدة بنهج فلسطين فأخذت بيده وشجّعته وهو تلميذ آنذاك بمعهد الناظور من ولاية زغوان . كما أنه لم يقابل مدير الجريدة ولو مرّة واحدة حتى غادر إلى جريدة الصريح ...
هذه إذن حكاية الوافي مع الجحود والنكران . أما أنا فلست في حاجة إلى اعترافه لأن الناس جميعهم كانوا يعرفون هذه الحقائق . وأما زملائي في " الحصري " فلن يزيدهم اعترافه أو نكرانه شيئا لأنهم من الشباب الذين ما زال الوقت أمامهم طويلا لينحتوا لأنفسهم مسيرة ناجحة في الصحافة لا تحتاج إلى " تأشيرة " لا من الوافي ولا من غيره . وأما صلاح الطرابلسي فيكفيه فخرا أنه فعل ما فعل من باب واجب الصداقة والعشرة والماء والملح .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق