جامعة كرة القدم : لماذا لا تعيش إلا بالرعوانيّات والفضائح والمشاكل والمحاباة ؟

في كافة بلدان العالم تسعى الجامعات الرياضية إلى التنظيم المحكم لمسابقاتها الرياضية وإلى حلّ المشاكل إن وجدت إلا نحن في تونس فإن لنا جامعة يبدو أنها في خصام مزمن مع التنظيم وأنها لا تعيش إلا بالمشاكل . ولو احتجتم إلى دليل سنعطيكم ألف دليل ودليلا زائدا إن شئتم .
وفي هذه المرة سنكتفي بآخر ما صدر عن جامعتنا الغريبة . ففي إطار تطبيق القانون " بالعدل والقسطاس " بين كافة الفرق التونسية أصدرت الجامعة التونسية لكرة القدم قرارات بمنع بعض الفرق من الإنتدابات نظرا إلى أن لها مشاكل مادية مع البعض من لاعبيها أو مسيّريها أو بعض الأطراف التي تتعامل معها . وبناء على تلك القرارات لا يمكن للجامعة أن تسلّم هذه الفرق إجازات جديدة للاعبين جدد اتفقت هذه الفرق معهم على أن ينشطوا صلبها في الموسم الجديد الذي لم ينطلق بعد لكن الجامعة أصرت على أن تنهي سباق الكأس في عزّ الصيف وكأنها كانت تسعى إلى اغتيال لاعبي الفرق المشاركة في هذه المسابقة . وبالطبع فإن من حق الفرق التي ليس لها مشاكل من هذه الناحية أن تقوم بتشريك لاعبيها الجدد وهنا نتحدث عن الفرق التي شاركت في الكأس منذ الدور السادس عشر على الأقل . لكن ماذا حدث في الأثناء ؟. لقد أرادت الجامعة أن تضع نفسها من جديد في موقف حرج وفي مشاكل لا جدود لها إذ تعاملت مع هذا الملف بألف مكيال . واليوم نجد أن الملعب التونسي الذي خسر مباراته ضد ترجي جرجيس وجمعية جربة التي خسرت مباراتها ضد الملعب القابسي قاما باحتراز ضد قرارات الجامعة منظمة مسابقة الكأس باعتبار أنها سمحت لجرجيس والملعب القابسي بتشريك لاعبين جدد بإجازات جديدة في حين منعت جربة والملعب التونسي من ذلك رغم أن الفرق الأربعة تعيش في نفس الوضعية ولا يمكن للجامعة أن تجعل القانون فرضا على جربة والملعب التونسي وسنّة على جرجيس والملعب القابسي . ودون التقليل من شأن الفريقين المترشحين أو القدح في جدارتهما بالترشح نقول إن الحق إلى جانب جربة والملعب التونسي فكيف ستتصرّف الجامعة مع هذا الحبل الذي وضعته حول رقبتها بإرادتها ؟.
فضيحة في حمام الأنف
نأتي الآن إلى فضيحة أخرى من فضائح جامعتنا . ففي لقاء الكأس الذي جمع النادي الرياضي لحمام الأنف والترجي حصلت أمور غريبة تتعلّق بعدد التذاكر المسموح بها للفريق المحلّي وعدد الدعوات له وللفريق الضيف . وأدّت هذه التصرفات الصادرة عن الجامعة أو عن بعض أفرادها بصفة ربما فردية إلى مشاكل بين أبناء حمام الأنف الذين ظنّ بعضهم أمام تهاطل " المدعوّين " من جانب الترجي أن بعض أفراد هيئة حمام الأنف أرادت أن تجامل الترجي فأهدته عددا كبيرا من الدعوات وحرمت الفريق المحلّي منها .
من الطبق إلى بيت النار ؟
ولأن جامعتنا العزيزة في عجلة من أمرها وبعد أن انتقمت شرّ انتقام من اللاعبين قررت أن يكون الدور نصف النهائي يوم الإربعاء 26 أوت والدور النهائي يوم السبت 29 أوت دون أن يكون لها أي موجب لهذا القرار. فاللعب يوم الإربعاء ثم يوم السبت يعني ما يعنيه مثلنا الشعبي القائل : " من الطبق إلى بيت النار " ... وإجراء النهائي بعد حوالي 48 ساعة فقط له انعكاسات سلبية عديدة على الفرق المتنافسة منها أنه لا أحد منها يعرف وإلى حدود السابعة من مساء الإربعاء هل هو مترشّح أم لا ...وهل سيقوم بتحضيرات أم لا ... وقد جرت العادة أن تتدبّر الفرق المترشحة أمرها من خلال الإستشهار وغيره لتربح بعض المال خلال الفترة التي تعدّ فيها للنهائي على سبيل المثال فكيف ستتصرّف هذه الفرق والجامعة لم تمهلها سوى 48 ساعة ؟ ومن هو المستشهر الذي سيقبل لعبة من نوع " قطّوس في شكارة " ؟... ثم والأهم من هذا كلّه لماذا تبدو الجامعة " مزروبة " بهذا الشكل وما الضرر لو تركت للفريقين اللذين سيخوضان النهائي أسبوعا على الأقل للتحضيرات وما إليها من ضرورات ؟.
تذاكر في ساعات ؟؟
بعد السابعة من مساء 26 أوت على الأقل نكون قد عرفنا الفريقين المترشحين إلى النهائي . وهذا معناه أنه على الجامعة أن تطبع تذاكر يتراوح عددها بين 35 و 40 ألفا حسب ما علمنا . والتذاكر يجب أن تنص على اسمي الفريقين والتوقيت وكل البيانات المطلوبة ويجب أن ينال الفريقان الفائزان نصيبهما منها وأن يجدا الوقت الكافي لترويجها فهل يمكن القيام بكل هذه الأمور في ظرف يومين علما بأنه يمنع بيع التذاكر يوم اللقاء ؟.
ما معنى قرعة موجّهة ؟
لعلّ ما تمتاز به مسابقة الكأس في كافة أنحاء العالم أنه لا أحد يعرف مسبقا أنه سيلعب مع أحد إلا في تونس حيث جاءت الجامعة وقضت على آخر شيء من الأشياء الجميلة التي كانت تميّز هذه المسابقة ... وبما أنها صرفت ... صرفت لماذا لا تحذف هذه المسابقة أصلا فترتاح وتريحنا ؟.
أما السؤال الذي يدور ثم يدور ثم يعود إلى الإلحاح فهو كيف ستخرج الجامعة من الورطات ..
جمال المالكي
التعليقات
علِّق