طوى النادي الافريقي صفحة التتويج بلقب البطولة الوطنية لكرة القدم، وبسرعة غير معهودة صراحة في تاريخ نادي باب الجديد، أمر رئيس الهيئة سليم الرياحي بانتقال سريع للوضع من حالة الانتشاء الى التركيز الشديد في بحث عن تحقيق الأهداف المستقبلية المرسومة للمدى القريب وهي اثبات الزعامة المحلية..والتمهيد بسرعة لعودة قارية في حجم وانتظارات شعب الافريقي خلال الدخول المرتقب في العام القادم لدوري أبطال افريقيا..

في خضم هذه المعطيات، تحرّك الرياحي في جميع الاتجاهات واتصل بقدامى لاعبي الافريقي في خطوة استشارية تهدف الى تدعيم مواطن القوة واصلاح نقاط الضعف، وهي خطوة قد لا يتجرأ الكثيرون على الاقدام عليها في ظل مناخ تتويج طغى على الفريق، لكن الرياحي أثبت مجددا أن الغاية الأولى هي العمل العلمي المدروس والمنهج الواضح لضمان الاستمرارية..
في أثناء ذلك تكوّنت لجنة لمراجعة العقود وتحديد ارتباطات اللاعبين، كما لم يتوان رئيس النادي في التشاور مع المدرب دانيال سانشاز خلال تحرّك سريع لضبط قائمة اللاعبين القادرين على اعانة الافريقي لبسط هيمنته وهو ما يرتقب الاعلان عنه في سهرة السابع من جويلية القادم باستقدام أسماء علمت الحصري أنها ستكون من العيار الثقيل..
خطوة مثل هذه يجب أن تكون مفخرة للأفارقة، فهي قد سمت بالفريق الى مرتبة كبار الأندية بالعمل المنظم وانتهاج مسلك احترافي حتى عند تقديم المنتدبين أسوة بسيناريو العام الفارط...غير أن  التغاضي عن مثل كل هذه النقاط الايجابية ومحاولة تضخيم قرار انهاء معالم منتصر الوحيشي جعل التوتّر يسود بين بعض عشاق القلعة الحمراء ...
صحيح أن المدير الرياضي المنتهية صلاحياته اجتهد ووفق في المساهمة بالتتويج، لكن المسؤول الأول عن النادي سليم الرياحي حسم قراراته بالاعداد لتغيير في منهج تسيير فرع كرة القدم، وهذا لن يقلّل حتما من حجم اجتهاد وعمل واستحقاق الوحيشي الذي سيحفظ له التاريخ نجاحه ومساهمته في الحصول على اللقب..
خروج الوحيشي لا يجب أن يتحول الى قضية رأي عام، فالمدير الرياضي المذكور لن يسحب منه أي كان بطاقة الانتماء الى النادي، وكما غادر نجيب غمّيض وعتوقة ومراد حمزة  وبسام المهري و" أولاد " السليمي والرويسي وميلاد والتواتي والغربي واليعقوبي والبقية محيط التسيير الاداري والفني في الافريقي سابقا ، فانهم ظلوا تحت الطلب وقدموا المشورة كأضعف الايمان متى استوجب الأمر ذلك..وهذا حال الوحيشي وغيره من الأسماء التي ستتعاقب على نادي الشعب...
الافريقي دخل منعرجا جديدا رفع من خلاله من سقف الأماني..ولا نظن مجرد تحوير مرتقب مهما كان اسمه ومحور ارتكازه سيجعل عجلة النادي تقف عن الدوران..بل ان الضامن الوحيد للنجاح سيبقى دون شك علاوة على اجتهاد الهيئة هو تواصل عطف الجماهير ومساندتهم الخرافية ..لأن الافريقي باق والأسماء الى زوال...