مستشارو قرطاج يريدون لعبة الإعلام !

الحصري - مقال رأي
بقلم : الناصر الرقيق
عدنا كما كنّا، بين تمجيد و تعظيم و تقديس لسيادة الرئيس، أغلب عناوين الصحف لا تخلو من سيادته و فخامته و جلالته التي ألفناها سابقا لكن ما لم نعهده حقيقة من هذه الأقلام رخيصة الثمن، زيادة في جرعة التزلّف و النفاق تكاد تقضي على آخر أحلامنا في الإنعتاق للأبد من شبح العيش في جلباب صاحب الفخامة.
عدد من الصحفيين الغيورين فعلا على رفعة القلم و على رأسهم نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري أطلقوا صيحة فزع نتيجة ما آلت إليه أوضاع حريّة الصحافة و النشر و التحذير من عودة نفس المنظومة السابقة للعمل مجددا متمثلة أساسا في بعض مستشاري الرئيس الذين يسعون للسيطرة على المشهد الإعلامي و فرض ما يريدونه من رؤية سياسية تخدمهم و تخدم مستقبلهم السياسي، خاصة و أن منهم من له طموحات ربما قد يفعل كل شيء من أجل تحقيقها،
أكثر ما غنمه الشعب التونسي من ثورته التي نادت بالعدالة و التشغيل و المحاسبة و و و، حريّة التعبير و هي تقريبا المغنم الوحيد لذلك فمن ،الغباء أن يعتقد بعض المحيطين بالرئيس ممن لهم طموحات تفوق قدراتهم بأن هذا الشعب الذي عانى القمع لسنين طويلة أن يتنازل عن حريّته ببساطة، قد يختلف أبناء الشعب فيما بينهم و قد يكون لكل منهم إنتماؤه و إيمانه بقضايا معينة لكن الأكيد أن قضية حرية التعبير يشترك فيها الجميع و لا يمكن لأحد أن يفكر و لو للحظة أن يتنازل عنها و إلا ستكون النهاية الأكيدة لثورة دفعت من أجلها دماء كثيرة.
من محاسن الثورة أيضا التي لم يدركها بعض المحيطين بالرئيس أنّها كشفت أمام الشعب كلّ الحقائق و رفعت عنه الحجب، فلا داعي إذن لإنتداب تلك الأقلام رخيصة الثمن لتكتب عن مناقب الرئيس التي لم تكن فيه بل كلّ ما فيه يعرفه الشعب حتى أكثر من نفسه الأمّارة بالسوء، لا داعي يا سيادة المستشار فالشعب يعرفكم أكثر مما تعرفون أنفسكم، يا سيادة المستشار بدل إنفاق الأموال في مثل هذه الأمور السخيفة التي لم تعد تصلح في عصر الآي – تاك حاول أن تفكّر و لو قليلا في إيجاد ربع حلّ لمشكلة واحدة من مشاكل البلاد الكثيرة التي وعدتم بحلّها حال وصولكم قرطاج.
أيّها المستشار لسنا كوريا الشمالية حتى نصفق بيد واحدة للزعيم و نحييه بالأخرى في نفس الوقت ... نحن من جعلنا وول ستريت تتكلم عربي، نحن من أحيينا أملا في خلاص قريب من أوحال الديكتاتورية التي إلتهمت كلّ شيء و أفسدت حياتنا و أحلامنا، فحذاري لا تقترب من مكسب حرية الرأي والتعبير وحرية الاعلام واستقلاليته .
التعليقات
علِّق