النواب الذين سقطوا من غربال أحزابهم : ما تحشموش ؟

النواب الذين سقطوا من غربال أحزابهم : ما تحشموش ؟

الحصري - مقال رأي

بقلم : الناصر الرقيق 
يبدو أن حلاوة الكرسي لا تقاوم و طعم مذاق " فلوس الشعب " ليس له مثيل لذلك لا يجد العديد من نواب التأسيسي الذين سيصبحوا عما قريب " نوابا سابقين " غضاضة في ترشيح أنفسهم مجددا رغم أنه تم رفضهم من قبل جهاتهم بل الأغرب من ذلك أن بعضهم عبر عن دهشته و إستغرابه من عدم ترشيحه مهددا في الآن نفسه بتشكيل قائمات مستقلة يخوضون بها غمار الإنتخابات للعودة إلى باردو مجددا.
فجميع الأحزاب تقريبا تشهد صراعات وتجاذبات حول الأسماء المرشحة في قائمتها فالكل يبحث عن موطئ قدم خصوصا و أن الفترة النيابية تمتد لخمس سنوات و ما يجنيه سعادة النائب كفيل بنقله من طبقة إجتماعية لأخرى إضافة للحضوة التي سيتمتع بها طوال هذه المدة و ما يمكن أن يحققه من مكاسب عقب ذلك...
عديد المرشحين بإستثناء بعضهم يفكرون بهذا المنطق الإنتهازي...لذلك فالصراع على أشده بين الإخوة و الرفاق و حتى أزلام و أيتام النظام المقبور إذ أن الكل باحث و لاهث وراء كرسي قليلهم يراه وسيلة لخدمة الشعب و كثيرهم يراه نفوذا و سلطة و أبهة تجعل من أحدهم " سي فلان " وسط مجتمع لم يكن يعيره أي إهتمام.
هذا هو واقع الحال في تونس اليوم و إن كان أخف وطأة داخل الأحزاب الصغيرة التي لا يضمن حتى رئاسة قائماتها دخول مجلس النواب إلا أنه يشتد ضراوة داخل الأحزاب الكبيرة و على رأسها النهضة التي يعتبر الترشح في قائماتها و لو في المرتبة الثالثة تأشيرة دخول للمجلس الجديد لهذا شهدنا و لازلنا تدافعا...حسب تعبير الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة...حول الترشح في قائمات الحركة، فالنهضة عبرت منذ مدة أن قائماتها لن تكون حزبية خالصة بل ستكون مفتوحة للكفاءات من المستقلين الراغبين في الترشح بإسم الحركة و حسنا فعلت قيادة حركة النهضة بهذا الإختيار إذ أن الخيرة في دخول المجلس للأكفأ و القادر حقيقة على خدمة البلاد و ليس للذي يكون وجوده كعدمه أي أنه لا يضيف شيء سوى أنه رقم يحصل كل آخر شهر على بعض الملايين من مليماتنا. 
إن تجربة المجلس التأسيسي كشفت لنا إفلاس العديد من الوجوه التي لا تستحق أن تكون داخل قبة باردو لو لم يسقها القدر في غفلة من الزمان إلى هناك لتجلس قرابة الأربع سنوات فوق قلوبنا و المحزن في الأمر أن هؤلاء لم يستوعبوا انه لا مكان لهم داخل البرلمان الجديد و أن وجودهم لم يكن سوى خطأ وجب إصلاحه بأي الطرق لذلك راح بعضهم يهدد و يتوعد بتشكيل قوائم مستقلة على غرار نجيب مراد وسنية بن تومية وغيرهما  و كانهم يحاولون إقناعنا أنهم عملوا و اجتهدوا و قدموا ما لم يقدمه الأخرين و لو لا تآمرهم عليهم لكانوا رءساء قوائم .
لا اظن انه لازال لديهم ما يقولونه أو ما يقدمونه فأربع سنوات كانت كافية لتجعلنا نكتشف ما لديهم من بضاعة متعفنة و للأسف الشديد فما قدموه أصابنا أو كاد بشيء من الإحباط الذي جعل الكثير من الشعب التونسي لا يقبل على التسجيل في الإنتخابات و ليس لديه الرغبة في الانتخاب كتعبير منه عن رفضه لتلك الوجوه التي لا يريد رؤيتها مجددا و بالنسبة لما غنموه من أموالنا " السماح " فرجاء إحزموا آخر حقائبهم و أذهبوا فأنتم الطلقاء.

التعليقات

  • Soumis par الحبيب (non vérifié) le 15 أوت, 2014 - 11:11
    تقييم صاحب هذا المقال مجانب للصواب لأن السيد نجيب مراد قام بدوره واجتهد وبذل كل ما في وسعه لإبداء رئيه والدفاع عن مبادئه. أما عن معارضته لبعض قرارات الحركة فكان بالإمكان الحديث معه ومع أمثاله وهم كثيرون وإقناعهم. فهو متحمس جدا لإنجاح المسار الثوري فلا تظلمواالناس من فضلكم.

علِّق