القفة.. واخبار الرئيس

مقال رأي
بقلم صباح توجاني
مالذي دعا مدير الديوان الرئاسي والناطق الرسمي باسم رئيس الجمهورية الى فتح باب جهنم على نفسه والحال انه أجاب عن سؤال لم يطرح عليه تلك الليلة على تلكم القناة التي اضحت برامجها ومحتوى تصريحات ضيوفها مثيران للجدل ؟
مالذي شجع ذاك الفتى الذي كبر في ظرف وجيز بل شاخ وهرم واشتعل راسه شيبا لكثرة زلات رئيسه في العمل، حتى يحضر ذاك البرنامج ويضع نفسه بين يدي جراح لا يحمل شهادة علمية في اي اختصاص، وسمح له بأن "يدخل مخه" ويقرا افكاره ويجره جرا الى الوقوع في الأخطإ، وهو الذي كانت مهمته الأساسية طيلة اكثر من سنتين، تصحيح أخطاء رئيسه وتقويم ما غمض من كلامه واعادة تصريحاته الى سياقها الذي اخرجت منه قسرا ؟
مالذي فعله ذاك الشاب الهرم حتى يستحق كل تلك الحملة الشعواء التي شنتها بعض الأطراف عليه مما استدعى اصدار بيان رئاسي اخر وليس اخيرا، لتوضيح اللبس الذي وقع فيه البعض فأساؤوا فهم ما صرح به ؟؟
اي قدر هذا الذي رمى بذلك الجامعي المثقف،الناشط الحقوقي الذي تزخر مسيرته بالكثير من النضالات المشرفة سنوات الجمر، الى امتهان وظيفة ارهقته وأضعفت دائرة علاقاته، وأساءت اليه اكثر مما استفاد منها، حيث ظل على مدى اكثر من سنتين ونصف حبيس البيانات التوضيحية التي يكد في كل مرة من اجل ايجاد مفردات جديدة تؤدي معاني مختلفة يضمنها لبياناته التوضيحية، حتى يكاد يفقد مصداقيته التي شابتها زلات رئيسه وسعيه المحموم الى تبرئة ساحته مما ذهب اليه الأخرون ؟؟؟
ان الإدعاء بان رئاسة الجمهورية افشلت انقلابا عسكريا سياسيا عبر احدى القنوات الخاصة...جدا... مسألة خطيرة وان تم حصر تداعياتها، الا ان الراي العام الذي اعتاد الشطحات القرطاجية، لم يولى الحكاية او الرواية، ادنى اهتمام في ظل ارتفاع سعر الطماطم المعلبة المفاجئ.
ومما لا شك فيه ان التونسيين الذين استنكروا هذا الترفيع غير المبرر والذي تجاوزت نسبته 160 مليما، ينظرون الى مسالة الإرتفاع الجنوني للأسعار، باعتبارها اهم مما صرح به عدنان منصر، الذي تعود مناصرة رئيسه ظالما او مظلوما اي حتى وان كان على غير حق...
والمتتبع للأحداث المحلية، يتأكد بما لا يدعو الى الشك بأن اخبار قصر قرطاج لم تعد تستهوي التونسيين بقدر ما تؤثر فيهم اخبار عطار الحومة الذي كثر أعداؤه وازداد زبائنه بالرغم من طغيان اسعاره...فردود افعال المنتمين الى المؤسسة العسكرية النشطون منهم والمحالون على التقاعد الى جانب الرد الهادئ جدا لوزير الدفاع السابق، والتعاليق الساخرة لرواد الفايس بوك، والقراءات المتعددة لغير مناصري منصر، كلها لا تعادل لامبالاة الجمهور ...الذي طمطمت اهتماماته، فالتفت الى قفته وتجاهل اخبار رئيسه...
مسألة تدعو الى التمعن فيها...
التعليقات
علِّق