رئيس مجلس إدارة جامعة الدراسات الأجنبية ببكين في زيارة إلى تونس

حلّ الأستاذ الدكتور "وانغ دينغ هوا"، رئيس مجلس إدارة جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، ضيفا على تونس أيام 3 و4 و5 ديسمبر في إطار جولة إفريقية تشمل تونس والجزائر والمغرب، وتهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي واستكشاف فرص جديدة للشراكات في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكد الدكتور "وانغ" أن هذه الجولة تأتي في سياق اهتمام متزايد من الجامعة الصينية بتوسيع علاقاتها داخل القارة الإفريقية التي تُعدّ اليوم إحدى القارات الأكثر أهمية على الصعيد العالمي، مشيرا إلى أن تونس تمثّل محطة رئيسية في هذه الزيارة لما تزخر به من مؤسسات تعليمية وجامعات ذات قيمة علمية معتبرة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجامعة أن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين تُعدّ من أبرز الجامعات الصينية التابعة مباشرة لوزارة التعليم العالي وأنها تهدف إلى إعداد موارد بشرية ذات كفاءة عالمية من خلال تدريس ما لا يقل عن 101 لغة أجنبية تشمل لغات كل الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. وأضاف أن الجامعة، إلى جانب تخصصات اللغات والثقافات، تقدّم مسارات متعددة مثل العلوم السياسية والدراسات الإقليمية والموسيقى والإعلام والحقوق والذكاء الاصطناعي، مما يجعلها فضاء أكاديميا متكاملا لإعداد كفاءات قادرة على العمل في محيط دولي متنوع.
وتحدث الدكتور "وانغ" عن تدريس اللغة العربية في الجامعة مبيّنا أن هذا التخصص تأسس عام 1958، وقد تمكنت الجامعة عبر العقود من إعداد أجيال من المتخصصين الصينيين في اللغة والثقافة العربيتين، ممن ساهموا في دعم العلاقات الصينية العربية في مجالات السياسة والدبلوماسية والثقافة والاقتصاد والتعليم. وأضاف أن الجامعة تعمل اليوم على تعزيز حضور هذا القسم وتطويره بما يتماشى مع توسع العلاقات الصينية العربية.
وحول التعاون مع الجامعات التونسية، أوضح أن الجامعة ترتبط بشراكات قائمة مع عدد من المؤسسات الجامعية في تونس، من بينها جامعة سوسة وجامعة قرطاج، وأن الزيارة الحالية شهدت توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع جامعة قرطاج تتضمن محاور عدة مثل إحداث دروس مشتركة وتبادل زيارات الأساتذة والطلبة وتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة في مجالات الدراسات الإقليمية والقطاعية، فضلا عن تنظيم تبادلات ميدانية تسهم في تعزيز التقارب الأكاديمي بين الجانبين. كما أكد ترحيب جامعته باستقبال الطلبة التونسيين في مختلف برامجها، مبرزا أن التدريس في كلية الدراسات العربية يتم باللغة العربية التي يتقنها الطلبة التونسيون بطبيعة الحال، في حين تتوفر في بقية الكليات دروس باللغة الإنجليزية بما يسهل عملية الاندماج الأكاديمي للطلبة الأجانب.
وأشار الدكتور "وانغ" إلى أن الجامعة تعمل على تمكين طلبتها من خوض تجارب ميدانية عابرة للثقافات عبر التدريب في مؤسسات وشركات داخل الصين وخارجها وخاصة في إفريقيا، مبيّنا أن الجامعة أسست منصة للخدمة اللغوية العالمية تقدم خدمات في الترجمة والبحث العلمي للهيئات الحكومية والأكاديمية. وأضاف أن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين تقود آلية تعاون واسعة تضم مائة جامعة صينية وإفريقية، وقد بلغ عدد المؤسسات المشاركة حاليا حوالي خمسين جامعة من كل جانب بما فيها تونس، مع السعي إلى توسيع هذه المنظومة لتشمل جامعات أخرى من المنطقة المغاربية.
وفي حديثه عن تدريس اللغة الصينية في تونس، عبّر رئيس مجلس إدارة الجامعة عن سعادته بالإقبال المتزايد للشباب التونسي على تعلّم اللغة الصينية، مشيرا إلى أن هذا الإقبال يعكس رغبة متنامية في فهم الثقافة الصينية وفي استثمار الفرص المستقبلية التي يتيحها التطور الاقتصادي الكبير في الصين. وأوضح أن اللغة الصينية، رغم صعوبتها وخاصة في مجالي النحو والكتابة، يمكن إتقانها بالمثابرة والممارسة مقدّما أربع نصائح أساسية للطلبة التونسيين هي الإكثار من التدريب مع الأساتذة والطلبة الصينيين والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في المراجعة وزيارة الصين لاكتساب بيئة لغوية طبيعية، إلى جانب متابعة الأفلام الصينية غير المدبلجة لأنها تساعد على ربط اللغة بالصورة والسياق.
كما أشار إلى أن تزايد الإقبال العالمي على اللغة الصينية يرتبط بشكل وثيق بالنمو الاقتصادي الذي تشهده الصين وتوسع حضورها في العالم، مؤكدا أن عددا كبيرا من الطلبة العرب الذين درسوا في الصين حققوا نجاحات مرموقة ونال بعضهم جوائز حكومية رفيعة المستوى. وبيّن أنّ القارة الإفريقية تشهد بدورها تحولات لافتة في مجال تدريس الصينية، حيث ارتفع عدد الأساتذة الأفارقة المتخصصين في هذه اللغة، وتم إدراجها في البرامج الجامعية، إلى جانب تطور أساليب التدريس من خلال الدمج مع الذكاء الاصطناعي والمختبرات الافتراضية.
وأكد الدكتور "وانغ دينغ هوا" أن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين ملتزمة بتعميق تعاونها مع المؤسسات التونسية وأن الآفاق المستقبلية للشراكة بين الجانبين واسعة سواء في مجال تعليم اللغة الصينية أو في المجالات الأكاديمية والبحثية الأخرى، بما يعزز التواصل الثقافي والعلمي بين الشعبين الصيني والتونسي.
التعليقات
علِّق