قبل يومين أو ثلاثة خلنا أننا شعب قد تخلّص نهائيا من العبودية باعتبار أننا أول دولة تلغي الرق والعبودية من قواميسها الإجتماعية  حتى قبل العديد من الدول المتقدمة . لكن يبدو أننا ما زلنا  نحلم بدليل هذا الشريط الذي أحدث ضجّة واسعة النطاق  وتهاطلت عليه التعاليق من كل حدب وصوب ... الشريط يصوّر حفل ختان لطفل ينتمي إلى إحدى العائلات التونسية  الميسورة. وخلال الحفل جلس الطفل على أريكة وجيء له برجلين من ذوي البشرة السمراء اللذين وقفا إلى جانبه  " يمروحوا عليه " في مشهد يوحي بأنه سلطان وأنهما عبدان ... !!!  

وطبعا أثار هذا المشهد اشمئزاز الكثير من الناس الذين رأوا فيه صورة من صور العبودية المقيتة  بقطع النظر عن " العبقري " صاحب الفكرة خاصة أن عائلة الطفل التي نسبت إليها مسؤولية هذا " السيناريو " السيء يبدو أنها تراجعت عن فكرتها التي  قد تكون دافعت عنها بمنطق أن من له المال يفعل ما يريد  وتبرّأت منها ورمت المسؤولية على الفرقة الموسيقية التي أحيت الحفل .

ومهما كان صاحب الفكرة فإنها مرفوضة مليار مرّة  لأننا في 2015 نعتقد فعلا أننا تونسيون ومتساوون في كل شيء وأن العنصرية قد ذهبت منذ مئات السنين في " الداهية رقم 60 " .

ج.م