16 حالة انتحار و 176 محاولة منذ مطلع العام : طرق وقاية الأبناء من هذا الخطر...

16 حالة انتحار و 176 محاولة منذ مطلع العام : طرق وقاية الأبناء من هذا الخطر...

 

ضمن مقالاتنا اليومية و عبر البيانات التي نصدرها في المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسّط كنّا نحذّر من مغبّة التغاضي على الاعتداءات التي يتعرّض لها الأطفال في تونس وهي جسدية و نفسية ويحدث أغلبها داخل الأسرة .ومايرد علينا و على مختلف الأجهزة ذات الصلة بالطفولة أقلّ بكثير ممّا يحصل على ارض الواقع.

ومن المعروف  أنّ حالات الانتحار تنحصر تقريبا في فئة المراهقين.و في علم النفس  ينظر الى هؤلاء الذين يحاولون الانتحار أو ينتحرون بالفعل بأنهم مصابين باضطراب نفسي. ونتيجة لذلك، فهم يعانون من مشاكل حقيقية (قد تخفى على الوالدين) في التكيف مع  مختلف أنواع الضغط المصاحب لهذه الفترة الحساسة، مثل التعامل مع الرفض والفشل والانفصال والصعوبات المدرسية واضطراب العلاقات الأسرية. كما أنهم لا يتمكنون من إدراك أن بمقدورهم تغيير حياتهم إلى الأحسن، وأن الانتحار  هو الحلّ المناسب للتخلّص من هذه المشاكل.كما أنه أسلوب لمعاقبة الوالدين يعتمده البعض منهم أو للفت انتباههم .

وفي تونس بدأت هذه الظاهرة في الانتشار السريع وقد بلغت مداها هذا العام بأرقام قياسية  حيث كشفت تقارير وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن  أنه تم تسجيل 16 حالة انتحار في صفوف الأطفال منذ بداية جانفي إلى غاية يوم أمس الاثنين وهم  10 ذكور و6 إناث متوزعين على كامل تراب الجمهورية أغلبهم بولاية القيروان.

وهي أرقام صادمة تترجم حجم العنف المسلط على هذه الفئة الهشة من المجتمع و سوء المعاملة التي تتعرّض لها ولابد من الانتباه التام من الوالدين لسلوك أبنائهم حيث تأكد علميا وجود إشارات واضحة تدلّ على تفكير الطفل في الانتحار ومن أهمها كلمات قد يقولها الطفل و لايلقى لها الوالدين بالا من قبيل "سأقتل نفسي" أو "لن أسبب لكم مشاكل بعد اليوم" وّسأريحكم مني" وهي عبارات خطيرة اذا لم يتم التصدّي لها فقد تعبّد طريق الانتحار امام الطفل .

وكذلك يوجد إشارات أخرى هامة منها:

*العزلة و انحسارفي العلاقات الاجتماعية، و إهمال النظافة و الحزن، فقدان أو زيادة الوزن، نوبات من الغضب، غياب الدفاع عن النفس،  وكذلك صعوبات في العلاقات.

ويجب الانتباه أيضا الى :

*موجة فرح أو حزن مفرط ودون سبب واضح وكذلك كثرة النوم أو قلّته.

وأمام هذه الأعراض من الممكن وقاية الأبناء من هذا الخطر حيث يؤكد الخبراء أنّ كل المراهقين عرضة للانتحار.

وبالتالي يجب على الآباء أن يقتربوا كثيرا من أطفالهم مع قضاء الوقت الكافي معهم والاستماع اليهم و التحاور معهم. كما يجب أن يعبّروا لهم عن حبهم المطلق وأن يكونوا دائمي الحضور في حياتهم.

كما يجب أيضا  الاهتمام بعالمهم، وأصدقائهم، ومشاكلهم مع رفاقهم. حيث لا يخفى علينا أن الاولياء غالبا ما يستخفّون بمشاكل الطفل في حياته وعلاقاته مع الآخرين . علما أن كل فرد منا يعاني من مشاكله وفقًا لعمره وكلنا نعيشها بألم يختلف من شخص إلى آخر. ومع الأسف الشديد، لا يعالج الآباء حزن وألم الطفل بعد خلاف مع أصدقائه  أو تنمّر عليه وهذا خطأ كبير.

والمحصّلة أنه لابد من الاهتمام بالصحة النفسية للأطفال بقدر الاهتمام بصحتهم الجسدية وكلما اقترب الأولياء من أبنائهم كلما قلّ خطر التفكير في الانتحار.

رئيسة المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسّط ريم بالخذيري

 

التعليقات

علِّق