يوم حزين للديمقراطية في تونس

يوم حزين للديمقراطية في تونس

بقلم : الناصر الرقيق

بداية نترحّم على روح الفقيد الأستاذ شكري بلعيد الذي تمّ إغتياله بطريقة بشعة جدّا كما نعزّي عائلته التي نقول لها " عظّم الله أجركم و جعلها أخر مصائبكم و إنّا لله و إنّا إليه راجعون " فالمصاب جلل و ما جدّ صدم الجميع لدرجة أنّي لهذه اللحظة التي أخطّ فيها هذه الكلمات مازلت مصدوما ما جعلني أذرف دموعا كنت أخالها غالية عندي كما أني لم أستوعب بعد ما حدث لأن مثل هذه الأمور لم نتعوّد عليها في تونس و كنّا نشاهدها تحدث في بلدان أخرى و تطالعنا بها وكالات الأنباء لكن أن تحصل في وطننا فإن هذا ليس بالهيّن علينا حتى نستوعبه بسهولة غير أنه يجب علينا أن نستجمع ما بقي لدينا من قوّة و أن نقف قليلا لنطرح سؤال واحد...من المستفيد ؟
لن أتعمّق كثيرا في التحليل لأن الأمر واضحا و جلّي ففي إعتقادي ليس من مصلحة الأطراف الوطنية التي لم يكن لها سوابق في ذلك تغييب الأستاذ شكري بلعيد عن المشهد السياسي بل أن هناك أطراف بعينها هي المستفيدة الأولى من هذه الحادثة و هي على التوّالي بعض الكنتونات التي تسعى لتقويض المسار الديمقراطي و أيضا مليشيات حزب التجمّع المقبور التي أعادت التنظّم من جديد مستغلّة في ذلك ضعف الدولة بالإضافة لدول و أجهزة كانت معاداتها للثورة التونسية واضحة و جليّة منذ بدايتها و بالتالي فإننا لا نستغرب أن تقوم هذه الأطراف بالإقدام على هذه الجريمة النكراء لإرباك الوضع و بثّ الفتنة بين أبناء الشعب و هو ما تعمل لتحقيقه بواسطة عملاء لها في تونس. 
لقد سبق لهاته القوى أن إغتالت العديد من أبناء تونس سواء قبل الثورة أو خلالها لكن مع ذلك لم تمنع من قيام الشعب بثورته و هو ما لم تغفره له و بقيت تتربصّ بتونس و شعبها و ها هي تواصل جرائمها في حقّ التونسيين اليوم لكن مع ذلك سنواجههم و سنتصدّى لهم بكلّ قوّتنا و لن نسمح لتلك الخفافيش أن تجهض ثورتنا لأن الثورة و الوطن هما وعاء لكلّ أبناء تونس نحيا من أجلهما و نموت من أجلهما أيضا لتحيا تونس بأمان و تنجح الثورة في تحقيق أهدافها.
أرجو أن لا تتدّخر قوّات الأمن جهدا في الكشف عن قتلة الأستاذ شكري بلعيد حتى لا يبقى كلّ طرف يلقي بالمسؤولية على غيره و حتى يتبيّن لنا الخيط الأبيض من الأسود في هذه المصيبة كما أودّ التذكير فقط بأنه كان مقرّرا اليوم مناقشة قانون تحصين الثورة التي لا يريد لها أعدائها في الداخل و الخارج النجاح في تأمين الإنتقال الديمقراطي و ها هم يرسلون أولى رسائلهم الموقّعة بدماء أحد أبناء تونس ليسجلوا يوما حزينا في تاريخ الديمقراطية في تونس .
 

التعليقات

علِّق