يهمّ الجماهير المتجهة إلى رادس : حذار من عصابات " البراكاجات " بعد اللقاء وعلى الأمن أن يحمي الناس من إجرامهم

مع كل حدث رياضي كبير يكثر الحديث عن ظاهرة ما فتئت تكبر يوما بعد يوم ولا أحد يبدو قادرا على إيقافها أو هكذا يخيّل إلينا على الأقل . الظاهرة ليست سوى عمليات السطو والنهب التي بات يتعرّض لها الكثير من المواطنين مع نهاية كل لقاء خاصة عندما يدور بملعب رادس وينتهي في وقت متأخّر . ويبدو أن بيئة ملعب رادس تشجّع المجرمين والمنحرفين على ارتكاب جرائمهم دون خوف لأنهم متأكدون من أنهم سيغادرون المكان بكل سهولة خاصة في غياب الجهة التي من المفروض أنها تردعهم وتمنع الناس من شرورهم وهي الأمن الذي نلاحظ في كل مناسبة أنهم يقرأ حسابا لكل شيء ويسعى إلى تأمين كل شيء إلا أولئك الذين يتعرّضون إلى " البراكاجات " وإلى العنف وتتعرّض حياتهم إلى الخطر... ولعلّ البعض منّا ما زال يذكر ذلك المواطن الذي فقد حياته خلال " براكاج " تعرّض له في محيط ملعب رادس إثر نهاية لقاء في كرة القدم .
وفي الحقيقة ليست الظاهرة خاصة بملعب رادس أو بالعاصمة إذا تشهد العديد من المدن تكرار هذا السيناريو المرعب الذي أثّر سلبيّا على جماهير كرة القدم التي بات بعضها يفضّل عدم الذهاب إلى الملاعب ليلا خوفا من أن يتعرّض إلى خطر قد يكون محققا .
وفي سوسة على سبيل المثال ما فتئت هذه الظاهرة تنتشر وتكبر في محيط الملعب الأولمبي خاصة عندما يجري النجم الساحلي لقاء ينتهي في وقت متأخر على غرار لقاء البارحة الذي انتهى بأفراح غالبية الجمهور لكنه انتهى أيضا بآلام وقهر للبض الآخر من نفس الجمهور.
وفي هذا السياق ونظرا إلى تعرّض بعض الجماهير إلى عمليات إجرامية في سوسة ليلة البارحة كتب الزميل رياض جغام تحت عنوان : "عصابات براكاجات في أولمبي سوسة... فظيع... و تونس معكم تضيع " فقال : " كنّا قد حذّرنا من ظاهرة البراكاجات والسّرقة باستعمال العنف في محيط أولمبي سوسة بعد مقابلات النّجم اللّيليّة خاصّة...و أكّدنا على أنّه من بين أهمّ أسباب عزوف جماهير النّجم عن مواكبة لقاءات فريقهم الليليّة الخطر الذي أصبح يتهدّد حياة الكثيرين منهم لعنف البراكاجات وشراستها...بالأمس كنّا شهود عيان في جهة بوحسينة على فظاعات تمارسها عصابات متكوّنة من 10 أشخاص فما أكثر تختار الضحيّة ...تحيط به ...مترجّلا كان أو داخل سيّارته...و تسقط عليه...إذا استسلم طاح الكفّ على ظلّه و يسرق هاتفه و ماله و يضمن سلامة جسده...و إذا قاوم عينه ما تشوف إلاّ النّور و يقطع اليد اللّي ما تضربش و القدم اللّي ما تعفّسش...وهكذا ضحيّة أو اثنتان بين 10 أو 20 منحرف و هامل و زوفري وقطعي...؟ الجميع كانوا يتابعون ما يحدث و لا أحد منهم يستطيع التدخّل و نجدة المتضرّرين...لأنّه قد يكون عرضة لعنف أشدّ و أقسى... لسنا ندري من المسؤول عن حمايتنا و حماية جماهيرنا و المحافظة على سلامة صغارنا ... من يضمن الحماية لنا...من يضمن حماية الوطن؟...".
ولا شكّ أن الحديث في هذا الموضوع سيطول وأكيد أننا سنعود إليه بالتفاصيل . وفي انتظار ذلك نلاحظ أمرين اثنين على الأقل :
- على كافة المتوجّهين إلى ملعب رادس هذا المساء أن يحتاطوا كأقصى ما يكون الاحتياط من تلك العصابات التي لا شكّ أنها قد خططت ورسمت ملامح عملها الإجرامي بكل دقّة . وعلى هؤلاء المتوجهين أن يكونوا في مجموعات عند مغادرة الملعب عسى أن يتمكّنوا من التصدي للمنحرفين .
- على وزارة الداخلية التي أكّدت البارحة أنها أخذت كافة الاحتياطات والتدابير لتأمين اللقاء أن تكلّف أعوانا خاصين أو مختصّين لتمشيط محيط الملعب مباشرة إثر انتهاء اللقاء لتأمين الناس من شرور المنحرفين الذين لو تأكدوا من أنا هناك من سيتصدى لهم بقوة واقتدار فلا نعتقد أنهم سينفذون جرائمهم أو على الأقل يتم التقليص منها إلى أقصى حد ممكن في انتظار أن يتم القضاء عليها نهائيا .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق