يحدث في دار الصباح : غليان وغضب بسبب بلاغ طلب عروض للتفويت ورئاسة الحكومة تتعهّد بالـتأجيل والتريّث

يقول الخبر الذي نشر في العديد من وسائل الإعلام بما فيها جريدة الصباح ذاتها : أعلنت شركة الكرامة القابضة اليوم الاربعاء عن عزمها التفويت بالبيع عن طريق طلب عروض في كامل مساهمات الدولة التونسية المباشرة وغير المباشرة البالغة 79.62 بالمائة من رأسمال الشركة التونسية للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع والإعلان "درا الصباح" حسب ما جاء في نص الاعلان الذي يتعلق بـ"الابداء عن الرغبة".
وحسب بيان أصدرته الشركة فقد تم تكليف مكتب استشاري " مساندا حصريا " لشركة الكرامة القابضة في كامل مراحل عملية التفويت بالبيع.
وحسب المصدر الرسمي يهدف الإعلان إلى كل من يهمه الأمر من مستثمرين إلى انطلاق هذه العملية وتمكين الراغبين من سحب ملفات الابداء عن الرغبة.
ومن شروط المشاركة فإن هذه العملية مفتوحة لكل شخص طبيعي أو معنوي تونسي أو أجنبي الجنسية.
وستتم العملية من خلال مرحلتين : مرحلة انتقاء أولى للمترشحين متبوعة بمرحلة العروض المالية المخصصة للمستثمرين المقبولين.
ويمكن للمستثمرين المهتمين سحب ملف إبداء "الرغبة الأولى" بداية من 15 سبتمبر 2017 .
ومن خلال ردود الفعل التي لاحظنا يبدو أن الأجواء في " دار الصباح " باتت مكهربة ويسودها الحذر والغضب أيضا ذلك أن أغلب العاملين بهذه الدار العريقة يرفضون مبدأ التفويت فيها لأي طرف كان من التونسيين والأجانب على حدّ سواء . وكان الزملاء في دار الصباح عبّروا منذ مدة طويلة عن مخاوفهم من أن تلجأ الدولة في نهاية المطاف إلى التفويت في حصتها التي تمثّل الجزء المصادر الذي كان يعود مثلما نعلم جميعا إلى صخر الماطري قبل 14 جانفي 2011 .
مفاجأة في الليل ؟
ولم يكتف الزملاء بالتعبير عن المخاوف في هذا السياق إذ قدّموا مقترحات وحلولا كفيلة بإنقاذ الدار من الصعوبات المالية التي تعيشها منذ مدة من جهة وبحسن تسييرها والتصرف فيها حتى تصبح قادرة على أن تنفق على نفسها وأن لا تحتاج لأي طرف . غير أن كافة المقترحات لم تؤخذ مأخذ الجدّ إلى درجة أن البعض استنتج أن الحكومة ماضية في التفويت مهما كان الثمن . وقد رأى البعض أيضا أن أحد أسباب التفويت عجز الحكومات المتعاقبة على وضع اليد على هذه المؤسسة الإعلامية التي رفضت أن تدخل بيت الطاعة ونقصد هنا خطها التحريري وموازناتها السياسية وما شابه ذلك .
ولعلّ ما زاد في تأجيج الوضع حسب مصادرنا في دار الصباح أن " الكرامة القابضة " قد تكون تعمّدت نشر الإعلان المذكور " في غفلة من الصحافيين وأغلب العاملين " إذ أكّد أحد مصادرنا أن الإعلان جيء به ليلا بعد أن غادر أغلب الصحافيين والعاملين الذين فوجؤا به منشورا اليوم الاربعاء على إحدى صفحات الجريدة . كما أن الشركة نشرت البلاغ دون أن تستشير لا اتحاد الشغل ولا نقابة الصحافيين ولا نقابة دار الصباح مثلما كان متفقا عليه سابقا حسب مصدر وثيق في دار الصباح .
محاولات للتهدئة
ومنذ أن شاع الخبر سارع نقيب الصحافيين ناجي البغوري والكاتب العام لنقابة الثقافة والإعلام محمد السعيدي إلى التحوّل إلى مقر دار الصباح لمؤازرة الصحافيين والعاملين من جهة والنظر في الخطوات العملية التي يجب اتخاذها من جهة أخرى . وفي الإثناء علمنا بأن مستشار رئيس الحكومة مفدي المسدّي تحوّل أيضا إلى دار الصباح وتعهّد بأن تنشر الشركة المعنية بلاغا في تأجيل طلب العروض إلى ما بعد التوافق بين كافة الأطراف المعنيّة وضبط كراس شروط يضمن حقوق كافة العاملين في المؤسسة .
وبقطع النظر عن كافة هذه التفاصيل فإن الأوضاع يبدو أنها تسير نحو الهدوء بعد تعهّد ممثل رئيس الحكومة ... في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام القليلة القادمة .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق