وطني لا يهان

بقلم : صبرين بن حامد
مرّ صباحهم كالطيف ملوناً بقوس قزح وطني لا يهان
ومروا عابرين
نحو صدر الشمس
ذاهبين يحملون وجع وآلام
وعلى أكفهم دمائهم ليقّبلوا الأحبة
ويوصلوهم بالقدر
وهناك يجلسون بقرب كرسي العرش
مؤمنين
وصدى أصواتهم بحة الحنين
مدوا للنصر حبلا متين
لعل عمري من حدود الموت يستعيد خطاه
أنا هنا شام الياسمين
أجمع ما تناثر في الزمان
إني هنـــــــــــــــــــــا .. إني هنــــــــــــــــــــــــــا
والجثث المبعثرة تلك التي عرفت الهول
من أكف الخائنين
وتلك الأخرى لم تحتمل السكر والأنين
على لحن الغناء
وما فات من سكرتها
وأنا هنا بظلمة الأنقاض أصارع الزمان
بقلبٍ حزين
والأرواح لا تسألني عنها تجيء وتروح
ودموعها جاريات تشيعها وتكبو في ظلام الأحزان
يطويها صوت الصمت والأنين
فلنا غدٌ مأمول يفر حيناً بعد حين
وقلب ذاب في التهجد والأسى المشين
وهناك ريح الردى تعوي
وإرهاب يهز الكائن الأمين
صغرى نفوسهم باعوها للشياطين
وخطواتي ستبقى بعيدة عن الرهان
منتصرة أنا لأني أنا الشام والاه بصدري لا تعد
تئن ولا يا سميني يضام
ولم أمض إلى مجهول والطريق يصير بأمان
والصهيل لا يعبر أبداً
والصبح سيأتي مبان
هنا أنا الشام
هذا الدرب حفظته من زمان
ولا أقبل أن تمشي ألآمي على أساي
ومر طعم المذاق ذاك الجنون والموت
وصحبة كل جبان
فلي في أهلي جنود لا يخشون الموت
قادمون موصفون أنهم شجعان
قدرهم قدر الرجولة رائعون بالبرهان
هم لي فدا ويستحيلوا إلى قدوة للعابرين
إلى الفجر بكل زمان ومكان
فدم الصغار موعداً لن يأتي
وعبور الجسور على الورد والندى
وماض صار لهم عز وفدا
التعليقات
علِّق