هل يضرب مسار الانتقال الديمقراطي في الصميم باغتيال سياسي جديد ؟؟

بقلم : جمال المالكي
التونسيون متخوفون بكل جدية
عالم السياسة عالم متقلب ... لا تكاد الأمور تستقر اليوم حتى تتحرك غدا لسبب أو لآخر ... وفي تونس التي طالت فيها الفترة " الانتقالية " أكثر من اللزوم يبدو أن الأمور لا تسير في الاتجاه الذي تريده أغلبية هذا الشعب أي الاستقرار السياسي والأمني وتطوير البلاد إقتصاديا واجتماعيا وتكنولوجيا .
ففي الوقت الذي من المفروض أن تتكاتف فيه الجهود من أجل إنجاح أهم محطة في الانتقال الديمقراطي وهي الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستسمح بإعادة بناء مؤسسات الدولة بصفة دائمة يبدو أن بعض الأطراف لا تتوافق مصالحها مع ما يصبو إليه الشعب التونسي .
ولئن تعودنا في تونس بالإشاعات التي تضع كل يوم شخصية سياسية على قائمة المهددين بالاغتيال فإن الوضع العام اليوم يشير إلى أن بعض التهديدات أصبحت أكثر جدية وأكثر وضوحا وأن التعامل معها يجب أن يكون بنفس مستوى الجدية والوضوح بل أكثر ... وبكل تأكيد توجد اليوم أطراف ضربت مصالحها في الصميم وهي لا تستطيع العيش في ظل نظام ديمقراطي ووضع سياسي وأمني واقتصادي مستقر . وللمحافظة على مصالحها تضع هذه الأطراف استراتيجيا واضحة وتعمل على تنفيذها مهما كان الثمن . وهي مستعدة للتضحية بأرواح بعض الوجوه السياسية المعروفة وبالمسار الديمقراطي وبكل من يقف في طريقها ويمنعها من تحقيق أهدافها كاملة . ولا نعتقد أن مصالح البلاد والعباد لها ذرة واحدة من الأهمية بالنسبة إلى هذه الأطراف التي قد يكون الإرهاب مجرد واجهة لها . وبكل تأكيد لا نعتقد أن ما راج حول تهديدات باغتيال حمة الهمامي أو الباجي قائد السبسي مثلا مجرد " لعب عيال " بل يجب أن تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجد .
وفي كل الأحوال يقف التونسيون اليوم أمام امتحان صعب لكنه ممكن فلا يجب أن يهابوا أي شيء مهما كان . فمستقبل تونس مرتبط بالنجاح في امتحان الاستحقاق الانتخابي القادم ... فلننجح معا ولننقذ تونسنا معا بالتصدي لكل من يتربص بنا ولا يريد الخير لهذه الأرض الطيبة .
التعليقات
علِّق